لانحتاج الى نتيجة المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانيه لنعرف إتجاه البوصلة السياسية للمجلس المنتخب السياق العام والخلفيه السياسية واضحة ومؤكدة وستأتى النتائج فى ذات السياق تقريبا الأحزاب السياسية الفائزة هى أحزاب مابعد الثورة والأحزاب القديمة اختفت باستثناء الوفد ..المصريون الاحرار ومستقبل وطن وتحالف فى حب مصر هى توليفة نظام الحكم القادم والباقى اتباع حتى حزب الوفد لن يكون فى مقعد القيادة الا جهاز التوجيه الذى سيلم شتات التحالف اليمينى فى الاقتصاد والسياسة الذى تبدو ملامحه واضحة ..التحالف الفائز مكون من نخبة الرئيس السيسى وحلفاء الأجهزه بالإضافة الى ممثلى الحلف اليمينى التقليدى الحاكم فى بر مصر الاحصاءات تقول ان 30% من الفائزين فى المرحلة الاولى من اعضاء الحزب الوطنى القديم ..واعتقد أن ال 70% تقريبا ليسوا بعيدين جدا عن التوجهات التقليديه لما قبل 25 يناير وهم أنصار خالصين ل30 يونيو وإن شئت الدقه ل3 يوليو على وجه التحديد .قاطع تيار الاسلام السياسى الانتخابات البرلمانيه ومنى الجناح السلفى المتحالف مع 30 يونيو بهزيمة مؤثرة ولكنه سيكون موجودا بشكل المعارضة الرئيسية رمزيا اما تيار اليسار بجميع ألوان طيفه فقد ابتعد الى هامش بعيد غير مؤثر اختفى حزب التجمع ونجح افراد اغلبهم من الناصريين المتحالفين مع نظام الرئيس السيسى ويسمونه الدولة الوطنية المصرية ويدافعون عنه فى معركة صفرية بينهم وبين الاسلام السياسى ولكن التمثيل لطيف اليسار وهم رؤوس الحربه ضد الاسلام السياسى جاء هامشيا ومتواضعا للغاية ويهدد بتحول قطاعات من اليسار الواسع فى قابل الأيام الى خصوم للنظام والملاحظات الجيده كانت فوز اعداد معقوله نسبيا من الأقباط والشباب والمرأه لاول مره فى التاريخ النيابى المصرى وعبر انتخابات يأتى نواب منتخبون بأعداد معقولة من الفئات التمثيليه الاكبر فى الخريطة الديموغرافيه المصريه …
المحصله النهائية واضحة وستزيد وضوحا مع نهاية المرحلة الثانية ليس حزب المصريين الاحرار وليس سامح سيف اليزل وقائمة حب مصر هو الفائز كما يبدو من حيث الشكل ولكن الحقيقة ان الفائز هو تحالف الرئيس السيسى والدولة المصرية بأجهزتها ورجال الأعمال والتيار التقليدى فى الحياه السياسية المصرية ..وتتم عملية تجديد ولكن فى نفس الاتجاه والمحتوى والمضمون، التغيير من حيث الشكل فقط بما يسمى فى السياسة إعادة تدوير المراكز وهذا طبعا متوقع ان يحافظ النظام الحاكم ضمن خارطة الطريق على سيطرته على اهم المواقع السياسية مجلس النواب بلا اى لبس ويكون البرلمان تأسيساً سياسيا لمرحلة جديدة ونظام حكم جديد مغاير من حيث الشكل لكن المضمون والمحتوى السياسى والاقتصادى والاجتماعى هو المكون التقليدى الحاكم اخر ملاحظة اسوقها أن الأمور لازالت سائله وبشده والتحديات جسيمة دوليا واقليميا ومحليا مايجعل الفوز هذه المرة يلقى بأعباء ثقيلة على اللاعبين ليسوا ذاهبين الى نزهة لقد علمتنا الاحداث ان من يفشل فى المهمة قد يقود الوطن من جديد الى الاضطراب الكبير ولكنه هذه المرة إن فشلوا فى المهمة او جاء الاضطراب الكبير فلن يكون الغد كالامس فيه حلول ومخارج بل سيكون خطيرا بدرجة وجودية وتلك المهمة الصعبة هى مهمة المجلس القادم الاعرج اليتيم