علي وجهه هائما في الأرض راح يبحث عن رزقه, من جوف الصعيد القاسي رحل إلي المدينة, طنا منه أنه يأوي إلي الملاذ, فلم يجد سوي أغشية الفقر والمرض تلفه ولا تستره, علي هيئته هدير الشباب, بينما يحمل الموت ,يمشي حيث تحل قدماه,
إنه شاب في الخامسة والعشرين من عمره, المنيا مسقط رأسه, كان يعمل مع أبيه مزارعا إلي أن ضاق الحال فرحل إلي القاهرة, حتي يتمكن من الإنفاق علي ابنتيه الصغيرتين, ففي الصعيد يتزوج الأبناء مبكرا, نعم أنه زوج ووالد لطفلتين, عمل في القاهرة في طائفة المعمار لمدة ست سنوات, حلم وحيد ظل يداعب خياله هو الستر وتعليم ابنتيه, لكن المرض كان أسرع إليه من أحلامه يروي الشاب الصعيدي ببساطته الشديدة قائلا:
من سبع شهور حسيت فجأة إني دايخ وحرارتي ارتفعت جداو أخدت مسكنات كتير وأهملت شوية, لكن الصداع مافارقنيش, رحت قست الضغط لقيته عالي جدا جدا, الدكتور نصحني أعمل تحاليل, ولما عملتها لقيت عندي فشل كلوي, وبدأت أدور إزاي في حالتي دي أغسل الكلي, لا عندي ورث ولا فلوس ولا شغل ثابت ولا حاجة أبيعها ولا تأمين صحي ولا حد يتكفل بي, أبويا راجل كبير كان فلاح علي أد حاله, دورت بين الناس والمعارف لغاية ما أولاد الحلال دلوني علي مستشفي تبع الكنيسة ساعدوني أعمل قرار علي نفقة الدولة وبدأت أغسل تلات مرات في الأسبوع.
ويكمل الشاب: 3 مرات في الأسبوع كل مرة أربع ساعات وأكثر… 3 أيام لا أقدر اشتغل ولا حتي أقدر أقف بعد الغسيل, باحس أني مش حاسس بجسمي, كل قرايبي زعلانين علشاني, أنا عارف أن ده نصيبي لكن العيال ذنبهم إيه يتيتموا, بعد ما رضيت بنصيبي الدكاترة قالوا ممكن الحق نفسي وأزرع كلية, ويدوروا علي متبرع, طيب منين أنا أجيب متبرع, كلمت أمي وأبويا في البلد وحكيت لهم, أمي ماكدبتش خبر جات من البلد, قالت لي أديك حتة من جسمي يا ولدي بس تعيش…
أضاف رحنا للدكتور وشكر ربنا لما عمل لها التحاليل, وظهر أنها تقدر تديني كليتها, أمي هاتديني كليتها علشان أعيش, والمستشفي اتبرعت بجزء من التكلفة والدكاترة كمان, لكن مافيش فلوس لبقية الحاجات, قالولي لازم 60 ألف جنيه وكان المفروض المبلغ 110 ألف… نفسي أخف علشان البنتين, أنا عرفت أن فيه شاب اسمه موسي زرع كلية من أمه وانتم ساعدتوه, ياتري خف, لو خف تفتكري هاخف زيه, نفسي أربي البنتين واسترهم, كفاية أني مش قادر اشتغل, باروح جلسة الغسيل وأرجع أنام, الأسبوع كله بيضيع وبقينا عايشين علي الحسنة.
لم تفارقه ابتسامته طوال حديثه… كنت أتعجب علي البشاشة المقترنة بالخجل التي علت وجهه رغم آلامه… استمعت إليه ثم أجبته: نعم أجرينا الجراحة للشاب موسي والآن هو بخير, ويحيا في فترة النقاهة, والله قادر أن تجري جراحتك مثلما أجراها ويردك لأسرتك الصغيرة. لم يتحدث كثيرا لملم أوراقه ورحل سريعا لينتظر ماسنفعله معه ومع أسرته الصغيرة… عدت بالذاكرة إلي حالة موسي الذي كان يعاني من فشل كلوي ولم يتعد عمره 23 عاما, والذي أجري الجراحة وظل فترة طويلة حتي يستوعب جسده كلية أمه التي قامت بمنحه إياها… لكنه الآن تعافي وشعرت أن الأمل مازال قائما رغم كل شئ, فالحالة مشابهة تماما في السن وصلة القرابة للمتبرع, بالاتصال بالمستشفي التي سيجري فيه الجراحة قال لي الطبيب المسئول: الحالة تبشر بالخير وسيكون علي ما يرام إذا اتخذنا اللازم دون تأخير خاصة أنه يقوم بغسل الكلي منذ أكثر من سبعة أشهر, أجبته علينا أن ننشر أولا حتي نتمكن من جمع المبلغ المتبقي بعد الخصم الذي أجراه المستشفي ولا أعلم علم اليقين متي يمكنني جمعه… إنها المصادفات والظروف التي لا يعلمها إلا الله أجابني الطبيب قائلا الله قادر أن يرسل ما نحتاج إليه في الوقت المناسب ألقي أحمالك عليه.
انهيت حواري معه وأمسكت بقلمي لأكتب إليكم, فارفعوا أبصاركم إلي الفضاء الوسيع وصلوا معنا أن يفك الله ثلوج العوز لتشرق شمس المحبة التي هي المنقذ الوحيد لأولئك الذين جمدهم الفقر والمرض عند بقعة الاستسلام… فإن شئتم زرعنا الأمل مع زراعة الكلية لهذا الشاب… فمازالت ابنتاه في سن مبكرة الصغري عامان والكبري أربعة أعوام وزوجته 23 عاما.
إيد الحب
200 عبد المسيح نجيب بالعريش
500 من يدك وأعطيناك
200 طالبة شفاعة العذراء
500 من يدك وأعطيناك
600 طالب شفاعة العذراء بقنا
450 طالبين شفاعة العذراء والبابا كيرلس
600 علي روح المرحوم سمير رمزي
2500 من عطاياك الكثيرة أعطيناك بفلوريدا
2500 من يدك وأعطيناك بفلوريدا
1000 أحباء الأنبا مكاريوس بالغردقة