التقت إليسا فريني الممثلة القطرية لمؤسسة مايس MAiS الإيطالية للتنمية..بمجموعة من ممثلي الجمعيات الأهلية بمقر جمعية تنمية المجتمع المحلي بأبو السعود لبحث إمكانية التعاون في تنفيذ مشروع بيئي مشترك يعتمد علي جمع القمامة وإعادة التدوير والتشجير.
حضر اللقاء إبراهيم عثمان مدير جمعية المجتمع المحلي بأبو السعود والسيدة نادية عزيز مديرة جمعية مبادرة الخيرية بالزهراء مصر القديمة وعزت نعيم مدير جمعية روح الشباب للتنمية,وعدد من ممثلي الجمعيات الأخري.
بدأت إليسا حديثها بنبذة عن نشاط منظمة مايس في مصر وقالت:إنها تعمل في سوهاج منذ بضع سنوات في مجال حقوق المرأة والطفل,ومن ناحية أخري فالمنظمة لها خبرة في مشروعات بيئية في أمريكا اللاتينية مثل (جمع القمامة وإعادة التدوير والتشجير) وتنويمايس تنفيذ نفس الأفكار في مصر وستبدأ بالقاهرة.
استعمت إليسا إلي بعض ممثلي الجمعيات لمعرفة خبراتهم السابقة في العمل التطوعي وأفكارهم البيئية والمشكلات التي تواجههم.
تحدث عزت نعيم مدير جمعية روح الشباب بمنشأة ناصر المتخصصة في رعاية الزبالين فقال: بكل فخر أنا أجمع القمامة أبا عن جد ونعمل في جمعيتنا في هذا المجال علي مدي 40عاما,والجمعية تضم 60 ألف عامل قمامة.
وعن الحياة اليومية للزبال قال:يستيقظ الزبال في الرابعة صباحا,ينزل بعربته ومعه أولاده فيجمعون القمامة من حوالي(500-700) شقة,أي ما يعادل حوالي طن أو طن ونصف قمامة,فيعود بالقمامة ليلقي بها أمام منزلة,فيدخل الأب وأولاده الذكور ليناموا,بينما تقوم الأم والبنات بفرز القمامة وقبل ذبح الخنازير كنا نحمل معنا المواد العضوية لنطعم بها الحيوانات,ونأخذ روث الخنازير إلي مصانع السماد ولكن اليوم الزبال يفرز المواد العضوية قبل الرجوع إلي بيته ويلقي بها في أي مكان,وكان من المفترض أن تقوم الشركة العالمية المكلفة بتنظيف شوارع القاهرة بجمع ما نلقيه من مواد عضوية,وهي التي تتقاضي ملايين الدولارات من الحكومة ولكنها تترك كل شئ في مكانه.
وماذا عن عمالة أطفال الزبالين؟هذا السؤال طرحته السيدة إليسا فريني,فأجابها عزت نعيم قائلا:أعرف أنك ستعترضين علي عمالة الأطفال ولكن من المستحيل توقف ذلك بين عائلات الزبالين لأن ظروف الفقر تضطر الأب أن يأخذ نصف أولاده للعمل في جمع القمامة بينما يذهب الباقون إلي المدرسة…وأنا كنت محظوظا لأن أبي علمني وتخرجت في كلية التجارة وأعددت دراسات عليا,ولكن ليس بمقدور كل أبناء الزبالين الحصول علي شهادات علمية.
والآن ما هي مشكلة الزبالين؟تساءلت السيدة إليسا فريني فأجاب نعيم:نحن غير معترف بنا رسميا من الدولة ففي البطاقة الشخصية يرفضون كتابة مهنتنا, وتترك خانة الوظيفة خالية,وليس لدينا تصريح للعمل كعمال نظافة,جميع الزبالين الذين يعملون بمنشأة ناصر وعددهم 60ألف يعانون من ظروف صعبة,فهم أكثر عرضة للأوبئة والأمراض وليس لديهم تأمين صحي ولا معاش.
في مداخلة من جريدة وطني أنتم تحتاجون إلي نقابة للزبالين ليكون لكم متحدث باسمكم,ويعبر عن مشاكلكم ويجلب لكم حقوقكم من الدولة والمجتمع,فأجاب نعيم:هذا ما نريده لأننا نعاني من تجاهل الدولة لنا,بل إننا نفاجأ بقرارات تفرض علينا دون استشارتنا والبحث إذا كانت مناسبة لنا أم لا,علي سبيل المثال صدر قرار جمهوري رقم271 بتاريخ 2009/9/18 بتخصيص 238 فدانا لنقل أنشطة الزبالة في الصحراء, وهذا القرار من الناحية العملية يصعب تنفيذه,ففي الماضي كان الزبالون يعيشون في عشش من الصفيح,وكان من السهل انتقالهم,ولكنهم اليوم يعيشون في بيوت مبنية من الحديد والمسلح, وبالتالي يصبح الانتقال إلي مقر فرز القمامة والعودة إلي منازلهم يوميا أمرا شبه مستحل,ونحن نطالب بتكوين نقابة لتسجيل بها الشركات الصغيرة التي تقوم بإعادة التدوير.