من القضايا المهمة التي تستحق الحوار حولها كثيرا هي قضية ما يسمي بالتطبيع مع إسرائيل…خاصة بعدما أقبل البعض لدوافع شخصية أو سياسية علي محاولة اغتيال معنوي للزميلة الدكتورة هالة مصطفي جراء مقابلتها للسفير الإسرائيلي في مكتبها بالأهرام.
ولست بصدد الدفاع عن الدكتورة هالة مصطفي,فهي تستطيع أن تدافع عن نفسها لأنها باحثة مقتدرة وصحفية محترمة..ولكن لابد من التوقف أمام عدة نقاط موضوعية وهي:
أولا:إن نقابة الصحفيين نقابة رأي بمعني أننا في الجماعة الصحفية نؤمن ونمارس ونعيش التعدد..فكيف يكون هناك إجماع حول قضية سياسية أو مهنية..لأنه حتي الأديان السماوية لايوجد عليها إجماع بين البشر.
ثانيا:الجمعية العمومية الموقرة انعقدت عام 1983 أي منذ أكثر من ربع قرن مضي حدثت فيها متغيرات كثيرة في الوطن العربي مثل اتفاقيات أوسلو للسلام وما تبعها من اتفاقيات ووجود سلطة وطنية فلسطينية وقيام مصر بدور العراب السلامي بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل..وأصبح لكل الصحف العربية عامة والمصرية خاصة مراسلون في إسرائيل ,وأصبح الشأن الإسرائيلي شأنا مهما بين جموع الصحفيين ولا أود أن أعدد كم من الأساتذة الأجلاء تقابلوا مع إسرائيليين رسميين أو غير رسميين ولكني أود أن أطرح بشكل موضوعي كيف أصبحت قضية الالتقاء بالطرف الإسرائيلي مهمة لا مناص منها خاصة بين الصحفيين المندوبين في الرئاسة أو وزارة الخارجية أو المراسلين في الأراضي المحتلة..فهل نعاقب كل هؤلاء أم نعيش حالة من الازدواجية في المعايير؟
ثالثا:هل التطبيع هدف أم وسيلة؟بالطبع ليس هدفا بل وسيلة لأن الهدف هو تحرير الأراضي العربية المحتلة في 5 يونية ..1967ولذلك فإن كلا الطرفين أهدافهما مشتركة..فهناك من يقاطع من أجل الضغط علي إسرائيل وأيضا من يستخدم الحوار كوسيلة ضغط..ولذلك علي نقابتنا العتيدة أن تقنن مثل هذه الآراء حفاظا علي الوحدة الوطنية في الجماعة الصحفية.
رابعا:ومع احترامي لمناهضي التطبيع فهم يقومون بالحوار مع الإسرائيليين عن طريقمحللوهو قناة الجزيرة!وفي نفس الوقت يدبجون المقالات النارية ضد د. هالة مصطفي..وأخشي ما أخشاه أن تكون مناهضة التطبيع هي حصان طروادة لأجندة أخري إقليمية أو عربية أو محلية..والله أعلم.