المرأة نصف المجتمع. أصل الحياة. الأم. المربية. التي تهدهد المهد بيدها وتهز بيدها الأخري كل الأشياء في العالم. المرأة التي شاركت بقوة في الثورة. ثورة 25يناير. ووقفت بجوار الثوار. وهتفت مثلهم. وجاهدت بصدق وقوة هاتفة مطالبة بإسقاط النظام. المرأة الوزيرة ورئيسة الجامعة. والكاتبة والصحفية والقاضية ورئيسة التليفزيون. وربة البيت ومدبرته. ومنشئة الأجيال. وأم الرجال. هذه المرأة لا تجد في حياتها الاحترام الواجب والتكريم أو القبول. وإنما ينالها التجريح والتطاول والاستنكار.
ففي المؤتمر الأول للمجلس الوطني المصري للتغيير الذي عقد يوم الجمعة الماضي في استاد قنا الرياضي. فوجئت الدكتورة كريمة الحفناوي عضوة الجمعية الوطنية للتغيير وهي تتحدث في المؤتمر بأحد الأشخاص يقذفها بالحذاء وهي تقول في كلمتها إن الثورة في خطر, والعدالة الاجتماعية لم تتحقق. وأكملت حديثها عن وثيقة إعلان مبادئ الدستور المصري بعد الثورة التي أعدها المجلس الوطني. ووجهت حديثها إلي الحضور من أعضاء الحركات الإسلامية قائلة: لقد خرجتم من السجون بفضل الثورة ودم الشهداء فخلع أحد الحضور حذاءه وقذفه في اتجاه المنصة. فانسحب المهندس ممدوح حمزة من المؤتمر اعتراضا علي الواقعة. وتوقف المؤتمر نصف ساعة وسط حالة من الهرج والمرج وعدم تدخل رجال الأمن المسئولين عن تأمين المؤتمر.
وردد السلفيون وأعضاء الجماعة الإسلامية هتافات تندد بأفكار ومواقف المجلس الوطني ومزق بعضهم وثيقة إعلان مبادئ الدستور المصري التي أعدها المجلس ووزعها علي الحاضرين. واستنكر عدد من السلفيين حديث الدكتورة كريمة الحفناوي وهي متبرجة واعتبروا حديث الدكتورة والمهندس حمزة بلطجة سياسية.
وهكذا يكون الرد علي الحديث بالسب والاتهام بالبلطجة السياسية وتعبير المرأة بأنها سافرة وقذف المنصة التي تتحدث من فوقها المرأة الدكتور بالحذاء.
هل رأينا كيف يتم الرد علي الرأي بالإهانة. والترويع وكيل الاتهامات والإساءة والاستهانة بالمرأة بدلا من مناقشة الرأي والرد عليه بالكلام والمناقشة والتفاهم واحترام الآخر. وهكذا نري كيف يتم التعامل مع المرأة وإيذاء مشاعرها وتحقير ما تقوله والتحرش بها ليس فقط بالكلام وإنما بالحذاء كيف يمكن التفاهم بين القوي المختلفة في ظل تبادل الرأي بالاحترام وكيف ومتي أيضا تكون نظرة الرجل للمرأة إنها أمه وأخته وابنته وزوجته وشريكة حياته وأكثر من نصف المجتمع.ما حدث ويحدث مخيفا وينبئ بالكثير من التعصب والكراهية ومحاولة الإقصاء من المشاركة ورفض الآخر.