في أولي جولات د. أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم لضرب الفساد في وزارته, قرر إلغاء الامتحانات التي أجريت لطلاب المرحلة الابتدائية في مدارس السادس من أكتوبر في مادتي المكتبات والكمبيوتر بعد اكتشاف عدم وجود كتب للمادتين وإدراجهما ضمن جدول الامتحانات.. كما قرر إحالة مدير عام إدارة السادس من أكتوبر إلي النيابة الإدارية.
هذه الواقعة تفتح ملف فضائح موقف الكتب المدرسية علي مستوي الجمهورية.. هناك عشرات الأجهزة بالوزارة والمديريات التعليمية تضم آلاف المتابعين والموجهين والمستشارين والمديرين والمفتشين تنطلق طوال العام الدراسي في جولات مكوكية وهمية روتينية أو شكلية من الوزارة والمديريات إلي الإدارات التعليمية وبالعكس لاستيفاء الاستمارات التي تعني بموقف تسليم الكتب المدرسية في جميع المواد الدراسية علي مستوي جميع المراحل التعليمية, ومتابعة تسليم الدفعات التي تصرف من مخازن الوزارة إلي المدارس بإحصائيات دقيقة تتضمن بيانا واضحا ودقيقا بأعداد الكتب والمواد والنسب, وما تم تسليمه ونسبة العجز.
وكثيرا ما تتفجر مفاجآت في بعض الإدارات التعليمية عند عقد امتحانات النصف الأول أو الثاني من العام الدراسي بأن الأسئلة جاءت من كتب لم تسلم أصلا للتلاميذ!! أو أن دفعات الكتب التي تم تسليمها للإدارات لم تغط احتياجات المدارس بالكامل, وبالتالي لم تصل هذه الكتب إلي بعض المدارس!
فضيحة سنوية يشهدها كثير من المدارس, وتشكو ولا جدوي لأن المناخ فوضوي ومنهج العمل ارتجالي!
يجب عدم الاعتماد علي الإحصاءات والاستمارات الورقية لأنها غير دقيقة وقد تكون مفبركة.. الزيارات الميدانية للمدارس التي يقوم بها القيادات والمتابعون والموجهون يجب أن تطمئن علي الطبيعة علي وصول هذه الكتب وتسليمها للتلاميذ حتي لا تتكرر كارثة إدارة السادس من أكتوبر!