النقاب عادة وليس عبادة.. لم يرد نص قرآني أو حديث نبوي يؤكد عكس ذلك, بل أن جمهور الفقهاء استقر علي أن وجه المرأة ليس بعورة.. قضية حسمت منذ عدة قرون.
المملكة العربية السعودية ودعت عصر الظلام منذ عدة عقود, فتجد وجوه النساء السعوديات مكشوفة في مدن عديدة كمكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة وغيرها.. الأكثر من ذلك أنك تجد أحدث الأزياء النسائية العالمية في مدينتي الدمام والخبر!.
حشود الرجال والنساء تتجاوز ثلاثة ملايين نسمة من جميع أنحاء العالم بملابس الإحرام أثناء تأدية مناسك الحج والعمرة بوجوه مكشوفة, فليس هناك أصدق ولا أقدس من الشعائر المقدسة ومع ذلك لم يرد بشأنها نص قرآني أو حديث نبوي يشترط تغطية وجه المرأة أثناء وقوف الملايين من كل جنس ولون فوق جبل عرفات بين يدي الله.
ما استفز فضيلة شيخ الأزهر أن يفاجأ بطفلة لم تتجاوز الحادية عشرة من عمرها وقد حكمت عليها أسرتها بالإعدام المعنوي بحبسها داخل الخيمة السوداء, وهو مؤشر خطير بعصر خفافيش الظلام والإرهاب الأسود.
منذ أكثر من عشر سنوات كانت هناك مبادرة جريئة للدكتور حسين كامل بهاء الدين وزير التربية والتعليم الأسبق حين استبعد جميع المدرسات المنتقبات من جميع مدارس البنات والبنين والمشتركة بجميع مراحلها إلي وظائف إدارية بالإدارات والمديريات التعليمية, وكان حاسما وصارما حينما طهر المناهج الدراسية من سموم الإرهاب الأسود.. الكارثة أن وزير التعليم العالي ورؤساء الجامعات تحديدا وسائر الوزراء عامة لم يستوعبوا الرسالة وأبعادها وخطورتها, فضرب النقاب الكليات والمعاهد العليا والمستشفيات وسائر الوظائف الحيوية والحساسة!!.
ورغم ارتكاب الجرائم والفضائح عبر السنوات الماضية تحت الخيمة السوداء, إلا أن أحدا لم يتحرك وخرست جميع الألسن, وهذا ما شجع خفافيش الظلام علي سحق القيم والفضائل وضرب الشرائع والرسائل السماوية عبر الفضائيات.
هل من الأمان للمرأة أن تقود السيارة أو تمارس مهنة الطب وتجري أخطر العمليات الجراحية وتباشر حياتها العامة وهي منتقبة؟.
هل من السهولة الاستدلال علي الجاني إذا وقعت أبشع الجنايات ممن تختفين تحت النقاب مع اختفاء الهوية الشخصية؟.
هل من السلامة والرعاية الصحية أن ندفن أطفالنا داخل مقابر الخيام السوداء؟.
منذ مائة عام عند افتتاح الجامعة المصرية, رفض افتتاحها بالقرآن الكريم حتي لا تتهم الجامعة بالهوية الدينية, لأن الجامعة للعلم فقط.. هل نستوعب؟.