هل ستواكب مناهجنا الدراسية ثورة 25 يناير؟.. هل ستتفجر الطاقات ويلتهب حماس المسئولين في وزارة التربية والتعليم لإعادة صياغة مناهجنا الدراسية بما يلائم روح الثورة؟
آن الأوان أن تتحرك أجهزة وزارة التربية والتعليم لإعادة صياغة المناهج بأمانة وصدق وشجاعة, بدءا من ثورة يوليو 1952 مرورا بتأميم قناة السويس وحروب 56, 67, والاستنزاف, وأكتوبر 73, إلي عبور 25 يناير .2011
نأمل أن تتفجر روح الثورة في مناهجنا, في مادة التربية الوطنية والسلام الاجتماعي, استحداث مادة سماحة الأديان للمسلمين والمسيحيين. انتهي عصر المشهد القبيح بطرد الطلبة المسيحيين من الفصول في حصة الدين الإسلامي ليبحثوا لهم عن فصل خال مع أستاذ مادة الدين المسيحي.
إعادة صياغة التاريخ يجب أن تبدأ من العام الدراسي المقبل بتخصيص فصول أمينة وصادقة عن ثورة يوليو 1952 وقائدها اللواء محمد نجيب كأول رئيس مصري بعد الثورة, ولماذا وكيف وحتي ومن الذي غدر به وخان الأمانة فعزلوه وسجنوه وعذبوه أكثر من ربع قرن ثم دفنوه في مقابر النسيان؟.. وكيف ولماذا تخلي رجال الثورة عن مبادئها وفرضوا الحراسات والتأميم علي الأبرياء, وفتحوا السجون والمعتقلات لأصحاب الرأي الحر, ونهبوا أموال وممتلكات المصريين الشرفاء تحت شعارات زائفة؟.. ورغم البطش والذل والقمع واستباحة الأرواح والأعراض سجل التاريخ الكفاح المشرف للمصريين في كافة الحروب التي انتهت بعبور أكتوبر 73 وعبور 25 يناير .2011
آن الأوان أن يستوعب أبناؤنا حقيقة التلاحم الحقيقي لأبناء النسيج الواحد في كل الأزمات والمحن والمؤامرات التي تعرض لها الوطن, والمواقف المشرفة لمكرم عبيد وفكري مكرم عبيد والقمص سرجيوس وبطرس باشا غالي والأنبا كيرلس والبابا شنودة والشيوخ أحمد حسن الباقوري والشرباص والفحام وشلتوت وأبو زهرة وطنطاوي ود. عبدالعزيز كامل وغيرهم كثيرون.
يجب أن يستوعب أبناء النسيج الواحد ما تحويه مادة سماحة الأديان من تعاليم الرسالات السماوية وسماحة الإسلام والمسيحية والحضارات الفرعونية والمسيحية والإسلامية.. يجب أن تتحرر مناهجنا من كتب التاريخ التي تعرضت للتزييف والتشويه, فيعاد صياغتها بأمانة وشجاعة لنشرح لأبنائنا ما تعرضت له مصر خلال نصف قرن من أكاذيب وتضليل وقمع وترويع وديكتاتورية وإرهاب.
حتي يتذوق أبناؤنا نسيم الحرية وثمار ثورة 25 يناير يجب أن يستوعبوا أن الحصاد كان بدم وأرواح الشهداء لإنقاذ مصر من خفافيش الظلام وكابوس مفزع جثم علي صدرها نصف قرن.