انتهي عام سياسي من عمر الثورة والنتيجة لم ينجح أحد!!
رسب المجلس العسكري وحكومات الثورة المتعاقبة في جميع الاختبارات والملاحق, عجزوا عن إدارة الكوارث والأزمات, افتقدوا الحكمة في مواجهة المحن, وتجاهلوا الأمن الوقائي, أداروا البلاد عشوائيا, لم تكن لديهم رؤية صائبة أو خطط مدروسة آجلة أو عاجلة أو جدول زمني للإنجازات.. ضاع شباب الثورة بين أنياب خمسين حزبا وتيارات سلفية وإرهابية تتصارع علي الغنائم, وطلقات رصاص طائشة وقمع وعنف مفرط من الأجهزة الأمنية وتدخل خاطئ في التعامل مع المظاهرات أدي إلي كوارث في ظل سلبية المجلس العسكري.
رغم أن المظاهرات بدأت سلمية.. سلمية منذ 25يناير إلا أن النار اشتعلت وتزايدت الأزمات إلي أن انفجر الوضع في ميدان التحرير وتحول إلي مجزرة بسبب فقدان صواب الأجهزة الأمنية ومواجهة العنف بالقمع والعنف المفرط والقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي, وإصرار الشرطة علي تحويل المرحلة الانتقالية إلي مرحلة انتقامية, فأصبح الأمن يدفع فاتورة فشل النظام السياسي!
عادت بنا العجلة إلي الوراء وتكرر سيناريو 25, 28يناير, 9أكتوبر الماضيين.. وكأن رؤوس العهد البائد هي التي تتعامل مع الأحداث التي سقط فيها آلاف المصابين والشهداء بسبب العشوائية في إدارة الأزمة!
ماذا يعني أن تقدم حكومة شرف استقالتها أكثر من مرة, ثم نفاجأ بإصرار المجلس العسكري علي رفض الاستقالة؟
هناك رغبة وإصرار علي الفوضي, لأن جميع الوزارات افتقدت الشفافية والرغبة في الإصلاح والرؤية المستقبلية الصائبة فأصيبت بسرطان في الأداء وشلل في الإدارة, ولذلك يجب إقالة حكومة شرف فورا, وتشكيل حكومة إنقاذ وطني تمثل فيها كل التيارات السياسية وتعبر عن روح الثورة وإعلان إجراءات فعالة وسريعة لتحقيق مطالب الرأي العام وجدول زمني لتطوير العملية السياسية الانتقالية والإصلاح الشامل وفي مقدمته إعادة هيكلة جهاز الشرطة فورا ودراسة مخاطر الفتنة الطائفية, والأزمة الاقتصادية ودفع عجلة الإنتاج.. وللحديث بقية.