أيام عصيبة يعيشها الأهالي في شوارع مصر بعد انعدام مظلة الأمن والأمان مع اختفاء جهاز الشرطة في ظروف غامضة, حيث ناشدت القوات المسلحة المواطنين للتكاتف وتنظيم لجان شعبية للحفاظ علي أمن المواطنين وحماية ممتلكاتهم الخاصة والحد من أعمال التخريب التي طالت الممتلكات العامة.
ورغم هالة الضوء التي أحاطت بالصورة المشرفة للشباب الذين لم يدخروا جهدا لحماية ممتلكاتهم والحفاظ علي الأمن والأمان, إلا أن الصورة المضيئة قد تلطخت بعد أن تسلل بين الشباب المتطوعين في اللجان الشعبية مجموعة مندسة من البلطجية الذين وجدوا في غياب الأمن ضالتهم المفقودة رافعين شعار ##من النهارده مفيش حكومة… إحنا الحكومة## وفرضوا الأكمنة كل خمسين مترا شاهرين الاسلحة البيضاء و##الشوم## ومطالبين المارة بإشهار البطاقة ورخص السيارة, لا سيما في غياب كافة وسائل المواصلات بعد دخول حظر التجوال حيز التنفيذ.
وسيطرت علي الشباب في هذا الموضوع روح الاستعراض المختلط بالشجاعة وعاشوا في دور ##عبده الدكر## فصنعوا كل خمسين متر كمينا يوقفك ويفتشك ويشير اليك ##بسنجة أو شومة## وهو يمسك بها في يده ويقول ##البطاقة والرخص## ومن المواقف الظريفة التي تعرضت لها وأنا عائد من ميدان التحرير بعد القيام بالتغطية الصحفية المطلوبة للحدث وفي غياب جميع أنواع وسائل المواصلات تقابلت مع شخص في أحد الأكمنة وعرفت من كلامه مع إحدي اللجان الشعبية انه ذاهب إلي باب الشعرية فطلب منه أن يأخذني في طريقه فرحب وركبت معه الفيسبا التي يقودها وكانت فرصة كبيرة لأخذ رحلة طويلة أرصد ما يجري في معظم الشوارع خصوصا أن الرحلة طويلة لأن عم سعيد قائد الفيسبا كان يسكن في عزبة النخل وهي منطقة قريبة مني وقابلنا الكثير والكثير في رحلتنا من اللجان الشعبية, وكل كمين له قوانينه فمنهم من يري البطاقات الشخصية وآخرون يرون البطاقات الشخصية وورق الفيسبا ويفتشنا ذاتيا وآخرون ينظرون الي وجوهنا ويسالنا معكم سلاح؟… أحدهم سأل عم سعيد عن البطاقة وورق الفيسبا وفي آخر كلامه ##سأله عن الخوذة## التي يجب أن يرتديها وهو يقودها وكان موقفا مضحكا للغاية ونحن في كل مرة نتعامل مع شباب يمتلكون ترسانة من الأسلحة البيضاء ونحن كمواطنين خاضعون لكل قوانينهم لغياب الأجهزة الأمنية وحماة القانون.