الحلقة الخامسة:المخلص
لايفتأ المفكرون والأدباء منذ القدم,علي اختلاف تياراتهم الفكرية ومدارسهم الأدبية سواء في مصر أو العالم,أن يتناولوا فكرة المخلصسعيا للوصول إلي السعادة والكمال السعادة النسبية والكمال النسبي
إن عشق عالم المثل والتطلع إلي المدينة الفاضلة بهدف الارتماء في أحضان الراحة والسعادة سيظل العلامة الفارقة بين الأديب وغيره من البشر مهما بلغت مشاعرهم من حد الرهافة الحسية…
من هنا فإن اختيارنا لتيمة المخلص لنختم بها جولاتنا في حصاد الفكر والأدب خلال نصف قرن من عمروطني لم يبن فقط علي تزامن هذه التيمة مع الوقت الذي يتهيأ فيه العالم لاستقبال ميلاد السيد المسيح ورسالة الخلاص التي جاء بها..وإنما أيضا لأن فكرة المخلص قائمة في كل زمان ومكان,فبعد مرور أكثر من ألفي عام علي ميلاد السيد المسيح,مازالت المراحم والوعود الإلهية لنا بالخلاص تتجد يوما فيوما مستخدما طرقه البعيدة عن أفهامنا وأحكامه البعيدة عن الاستقصاء من أجل سعادتنا الأرضية والأبدية…
فتشنا صفحات وطني الأدبية عبر سنواتها الخمسين,فإذ بها رسخت لتيمه المخلص بما نشرته من إبداعات عالمية تغوص في أعماق النفس البشرية لتكشف عن شقاء الروح والجسد ومدي حاجتها إلي المخلص…
نذكر من هذه الإبداعات:أغنية في عيد الميلادنقلا عن راءيهاو.ج.ليدررترجمة أمين دوس,هدية عيد الميلادللأديب الأمريكي ويليام سيدني بورترالمعروف باسمأو هنريترجمة عبد المنعم حسن,رسالة ليلة العيد للروسي الكبير أنطون تشيكوف وترجمها عبد المنعم حسن أيضا..
وقد وقع اختيارنا علي ثلاثة نماذج أخري بخلاف الإبداعات السابقة وهيهدية العيدمن الأدب الإنجليزيلكوبر هيلالتي نشرت في الستينيات من القرن الماضي وترجمها أمين دوس ,والتي تحدثنا عن مفهوم الخلاص بتحقيق السعادة علي الأرض في هذه الدنيا الحاضرة, وقصةشجرة عيد الميلاد المقدسةلأديب روسيا العظيم لفيدور دوستويفسكي وترجمتها الدكتورة نادية البنهاوي عام 2001 والتي وقفت لنا علي المفهوم الأشمل والمعني الأعمق للخلاص,حيث السعادة السرمدية في ذلك العالم الآخر…
ونحن إذ اخترنا هذين النموذجين فلأنهما يكملان بعضهما,فالمخلص يهبنا السعادة الحاضرة والمستقبلية,أما النموذج الثالث فهوليلة عيد الميلادللدانمركي الشهير هانز كريستيان أندرسون وترجمة صلاح طنطاوي,ويرسم لنا هذا العمل الإبداعي المتميز كيف أن ألوانا متباينة من الشقاء يمكن أن تتبدل في لحظة إلي جلال وبهاء هذا مقدارهما,لذلك رأينا نشر هذا العمل كاملا ليعيد علي القاريء عبق الماضي وذكريات ذلك الزمن الجميل…
المحررة…