الأقباط يصلون في الكنائس المحترقة لحمايتها من المتشددين الراغبين في السيطرة عليها
القمص روفائيل سامي: كما قال البابا الكنائس قدمت كذبائح من أجل مصر… والمسلمون والمسيحيون شكلوا لجانا للدفاع عنها
– كنيسة العذراء بالنزلة بناها الأقباط في 13 عاما من قوتهم وأحرقها المتشددون في 10 ساعات
– انهيار سقف دير الأمير تادرس وكنيسة العذراء الأثرية
الأقباط يصلون في الكنائس المحترقة لحمايتها من المتشددين الراغبين في السيطرة عليها
القمص روفائيل سامي: كما قال البابا الكنائس قدمت كذبائح من أجل مصر… والمسلمون والمسيحيون شكلوا لجانا للدفاع عنها
6 كنائس وجمعيتان بالفيوم تعرضت للنهب والحرق عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة بالقاهرة لأنصار الرئيس المعزول, فكان الثمن الانتقام من المسيحيين بحرق كنائسهم وممتلكاتهم, في غياب تام لأجهزة الأمن.
البداية كانت بقرية النزلة التابعة لمركز يوسف الصديق أسفل بحيرة قارون غرب الفيوم, والتي يوجد بها كنيستان ودير, عند دخولنا القرية كان الأقباط يصلون أول قداس في الكنيسة المحترقة وشاهدنا في الشوارع وعلي منازل الأقباط عبارات كتبت للتحريض بوضع علامات علي متاجرهم ومنازلهم مثل النصر أو الشهادة إسلامية إسلامية رغما عن أنف النصرانية, وكانت نظرات الناس تجاهنا تترقبنا بشكل يملأ عيونهم الشر, عند دخولنا كنيسة العذراء الجديدة كانت مظاهر الدمار ظاهرة عليه بداية من البوابة التي كسرت وغرفة الحراسة التي أحرقت ثم الكنيسة التي لم يتبق منها سوي جدران سوداء من آثار الحريق, حتي أن أرضيات الكنيسة تم خلعها وتكسيرها, ومبني الخدمات التابع لها.. وكانت هناك 4 سيارات متفحمة ملكا لكهنة الكنيسة ولخدام.
الهجوم علي الكنائس
في البداية تحدث لنا أبرآم مكرم أحد خدام الكنيسة الذي روي الأحداث بأن يوم الأربعاء عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة فوجئنا بمكبرات المساجد بالقرية تطالب الخروج لنصرة المسلمين الذين يقتلون في رابعة مطالبا الخروج علي النصاري, فخرج الآلاف متجهين إلي الكنيسة وقاموا بكسر البوابة الحديدية وبدأت عمليات السلب والنهب, ثم قاموا بإشعال النيران في مبني الكنيسة وحرق 4 سيارات وتكسير حضانة الأطفال ومبني خدمات مكون من 5 طوابق ومخزن يستخدم لتخزين مواد وملابس للفقراء.
أما عزت نبيل عضو مجلس الكنيسة قال إن ما حدث كان مفاجأة غير متوقعة, أن يحدث هذا الهجوم البربري علي كنائس القرية وهي كنيسة العذراء الجديدة وكنيسة العذراء الأثرية ودير الأمير تادرس وهو به كنيستان وتابع قائلا عقب فض الاعتصام خرج الآلاف يهتفون ويكبرون بعد نداءات مشايخ المساجد اخرجوا علي عباد الصليب وانصروا إخوانكم فجاء الآلاف بجراكن البنزين والمولوتوف ومواد تستخدم في تصنيع الألعاب النارية نظرا لأن قرية النزلة مشهورة بتصنيع الشماريخ والألعاب النارية وبدأت عملية حرق كنيسة والمباني وصعدت مجموعة أعلي القبة المرتفعة وتسلقوا بالحبال وقاموا بإنزال الصليب وسط هتاقات التكبير وقاموا بكسر الصلبان علي القباب الأخري.
وتابع عزت أن المعتدين كانوا يستخدمون تفجيرات الألعاب النارية وهذا تسبب في تدمير الأرضيات التي بها العديد من الحفر نتيجة وضع قنابل يدوية تسببت في تدمير هياكل الكنيسة المقدسة وسقوط الرخام الموضوع علي الحوائط.
وأشار عزت إلي أنه شئ مؤلم أن تدمر هذه الكنيسة التي ظل أقباط القرية يبنون فيها لمدة 13 عاما من قوت أبنائهم الفقراء وهم يجمعون التبرعات بعد الحصول علي قرار جمهوري لها عام 2000 وتم تدشينها بيد الأنبا أبرآم أسقف الفيوم في 13 أبريل الماضي وما تم بناؤه خلال 13 عاما دمر في 10 ساعات فكان المعتدون يقومون بالتدمير ثم يذهبون لصلاة الظهر والعصر ويعودون مرة أخري للتدمير طوال اليوم.
وقال عزت إن أقباط القرية لن يتسامحوا هذه المرة ولن يكون هناك تصالح قبل معاقبة الجناة ورد كرامة الأقباط بالقرية, وتعويض خسائرهم وتطبيق القانون علي الجناة ولا سيما أن من قاموا بهذه الأعمال معروفون بالأسماء, والشرطة قادرة علي القبض عليهم لا سيما أنهم قاموا أيضا بحرق نقطة شرطة القرية ومجلس القرية.
ويتدخل نادر فايز أحد أبناء القرية: أن المعتدين لم يتركوا شيئا إلا ودمر حتي الأشجار ققاموا بحرقها وأسوأ الأشياء قيامهم بحرق كنيسة العذراء الأثرية شرق القرية التي سقطت نتيجة شدة الحريق وعدم وجود سيارات إطفاء, مشيرا إلي أن بعض المسلمين حاولوا التصدي لهم ولكن لم يستطيعوا مواجهة هذه الأعداد الغفيرة في الهجوم التي خرجت تهتف ضد الأقباط دون أن نعلم ما ذنب الأقباط بفض الاعتصام أو الصراع السياسي, حتي تدمر بيوت الله مشيرا كان يزعم البعض أن الكنائس بها أسلحة وذهب وهم اليوم يقتحمون كل الكنائس ولم يجدوا فيها سوي سلاحنا الوحيد الصليب والكتب المقدسة التي أحرقت.
نصلي ليحفظ الله مصر
ورأي القس شنودة موسي كاهن كنيسة العذراء المحترقة: كنا نصلي صلاة الثالث لأحد الأقباط المتنيحين, وفجأة بدأت المساجد تطالب بالخروج علي المسيحيين وفي طريقهم للكنيسة تم تكسير متجر لأحد الأقباط يدعي داود جرجس يوسف ثم أكملوا علي الكنيسة بحرق المباني بعد هروب الحراسة التي علي الكنيسة نتيجة التجمعات الضخمة.
أشار إلي أن الأوضاع كانت هادئة في البلدة ولكن بعد عزل الرئيس محمد مرسي بدأت تخرج مسيرات بالقرية طوال شهر رمضان وهم يهتفون إسلامية إسلامية رغم أنف النصرانية ولكن لم يحدث مساس بالأقباط حتي تم فض الاعتصام ليتم مهاجمة الأقباط وتحرق كنيسة العذراء الجديدة التي دشنت منذ 4 شهور وسط فرحة كبيرة وكان آنذاك صوم القيامة وبعدها تم إقامة احتفالية لدعوة مسلمي القرية وتم تقديم كرم الضيافة ولكن كل هذا تم تناسيه يوم الأربعاء لتحرق الكنيسة بالكامل حتي أن مواسير المياه في الأرض تم قلعها من الأرض وأسلاك الكهرباء من الجدران وقاموا بإنزال الصلبان من أعلي الكنيسة وقاموا بالتكبير أعلي الكنيسة وسط هتافات إسلامية.
وتابع القس شنودة: أن كنيسة العذراء الأثرية انهارت نتيجة شدة الحريق كما انهار سقف كنيسة الأمير تادرس بالدير وكنيسة الأنبا صموئيل بنفس الدير ومبني الخدمات وسكن الراهبات نتيجة شدة الحريق ولم يتبق في الدير سوي الجدران, وحتي الآن لم تقم النيابة بمعاينة الخسائر أو تواجد أمني بالقرية.
وأشار القس شنودة إلي أن الأقباط قاموا بالصلاة يومي الجمعة والأحد الماضيين بكنيسة العذراء الجديدة ودير الأمير تادرس كتحد ورفض الإرهاب وخشية من أن يقوم المعتدون بإقامة صلاة الجمعة به, وعاد ليؤكد أن ما يحدث هجمة شرسة ضد الأقباط ولكن كل ما يشغلنا مصر وأن يحفظ الله بلادنا.
صعدنا إلي دير الأمير تادرس شرق القرية الذي يقع علي تبة تعلو القرية, وعند وصولنا كانت هناك بوابة تم بناؤها بالطوب بعد حرق البوابة وتركت أخري للدخول وشاهدنا انهيارا تاما لكنيسة الأمير تادرس وتصدعت الحوائط وسقط أيضا سقف كنيسة الأنبا صموئيل المجاورة لكنيسة الأمير تادرس وسقط سقف مبني خدمات وسكن للراهبات يضم 12 غرفة وأحرق مبني خدمات مجاور.
مهاجمة الدير
وقال عادل جندي أحد خدام الدير إن المعتدين قاموا بالهجوم علي الدير وأشعلوا النيران باستخدام مفرقعات مما أدي لسقوط السقف ولم يتركوا شيئا إلا وحرق ودمر حتي أن هناك مقبرة لكهنة الكنيسة تم فتحها وهم يبحثون عن أي شئ بمزاعم أن الكنيسة بها ذهب حتي أنهم قاموا بفتح خزان المجاري الصحية وقاموا بحرق الأشجار بحديقة الدير وسرقة مواتير المياه وتدميرها وتم حرق أتوبيس الدير الذي كان يستخدم في نقل الأقباط للصلاة بالدير من القري البعيدة التي لا توجد بها كنائس وهي 5 قري.. وأشار إلي أن القس كيرلس جندي كاهن الدير أقام أول قداس يوم الأحد في ساحة الدير علي طاولة بلياردو بعد أن دمر كل شئ وأصبح الدير لا يصلح حتي للترميم.
المسلمون والأقباط يتصدون للمتشددين
وفي مركز طامية حاول المتشددون إحراق منزل القمص روفائيل سامي كاهن كنيسة مارجرجس وقاموا بإلقاء المولوتوف إلا أنه تم التصدي لهم من قبل.. العقلاء ووطني انتقلت لمركز طامية وقال القمص روفائيل إنه فوجئ في مساء الخميس عقب فض الاعتصام بتجمعات لبعض المتشددين خارج منزله شرق القرية وقاموا بإلقاء زجاجات المولوتوف واشتعلت النيران في بعض المقاعد خارج المنزل وبعض النوافذ وحاولوا اقتحام المنزل إلا أن المسلمين والأقباط جيرانه تصدوا لهم, مشيرا إلي أن هؤلاء كانوا يريدون إشعال المنزل بهدف سحب الأقباط إلي منزله فيقوموا بالتوجه لكنيسة مارجرجس لحرقها, ولكن لم ينجح مخططهم فقد شكل الأقباط والمسلمون لجانا لحماية الكنيسة التي دشنت هذا العام مشيرا إلي أن ما تعرض له الأقباط كان مخططا ومعدا بهدف ضرب الكنائس وتفتيت الوطن ولكن مصر أكبر من أي جماعة أو مخطط لمحاولة تقسيمها.. وكما قال البابا تواضروس إن الكنائس قدمت كذبائح من أجل مصر.
في انتظار إعادة بناء الكنائس
قال القس ماجد وديع راعي الكنيسة الإنجيلية بقرية الزربي بمركز طامية إن الهجوم بدأ بحرق وتدمير كنيسة الشهيدة دميانة للأقباط الأرثوذكس بعد نهبها ثم قاموا باقتحام بوابة الكنيسة الإنجيلية المقابلة لكنيسة الشهيدة دميانة وقاموا بنهب ما بها تماما وقاموا بتدمير النوافذ ودورات المياه وحتي الآن غير قادرين علي الصلاة بالكنيسة, يوم الجمعة الماضية حاول بعضهم هدم سور الكنيسة الإنجيلية وإقامة صلاة الجمعة بها إلا أن بعض المسلمين تصدوا لهم ومنعوهم.
وأضاف أن عددا من المنازل بالقرية تم تدميرها وحرق بعضها وقاموا بمحاصرة كاهن الكنيسة الأرثوذكسية القس إيساك إلا أن المسلمين تصدوا لمحاولة اقتحام المنزل, إلا أن الأوضاع مازالت تشوبها الأخطار نتيجة المسيرات التي يقومون بتنظيمها بالقرية لدعم الرئيس المعزول, وأضاف أنهم في انتظار قرار القوات المسلحة بإعادة بناء الكنائس حيث يتم الآن تجميع تقرير كامل لكل الكنائس عن طريق الطائفة لحصر الخسائر علي مستوي الجمهورية.