ونحن نودع عام 2021 يصدر هذا العدد متمما لإصدارات وطني خلاله ونحتفل أيضا بانقضاء العام 63 من عمر وطني والذي وافق الثلاثاء الماضي 21 ديسمبر (1958-2021), وبدء العام 64 في مسيرتها الصحفية والإعلامية والوطنية… مسيرة ورسالة في خدمة الوطن والتنوير والمواطنة, تعاقبت عليها أجيال من أعضاء أسرة وطني وأبنائها وبناتها الذين طالما شكلوا شجرة وارفة مثمرة ومتجددة… إن فقدت أوراقا عزيزة سقطت عنها, إنما تستمر تورق أوراقا يانعة خضراء واعدة.
وكعادتنا كل عام ونحن نودع عاما ونخطو إلي عام جديد تعكف أسرة التحرير -كل مجموعة في تخصصها- علي رصد وإعداد مواد الحصاد للعام المنصرم بكل ما تحمله من إنجازات ونجاحات وإخفاقات نحملها معنا إلي العام الجديد, لنواصل العمل من أجل رفعة ورفاهية هذا البلد وشعبه الطيب الأصيل… كما تضطلع هذه المجموعات بمهمة تقييم الأداء للأبواب الصحفية في الصحيفة بحثا عن التطوير والتحديث اللازم إدخاله علي العمل وتقديمه للقارئ لمواكبة اهتماماته واحتياجاته في شتي المجالات.
ومن الأبواب التي توليها وطني اهتماما خاصا لما لها من دور عميق في إذكاء الوعي باب مقالات الرأي وهو الباب الذي رسخ أقدامه عبر إصدارات وطني طوال مسيرتها من خلال إسهامات جليلة لكوكبة من الكتاب والمفكرين والأدباء والعلماء تركت بصمة عظيمة تؤكد أن مسيرة وطني الصحفية ليست مقصورة علي الأبواب الإخبارية والتحقيقية وغيرها من أركان العمل الصحفي, بل تتجاوزها إلي ترسيخ الوعي والتنوير والمواطنة… وأدي إدراكنا لذلك ألا نكتفي بنشر ما يصلنا من مقالات الرأي موزعا علي صفحات الصحيفة, وأفردنا بدءا من عام 2019 صفحة كاملة مخصصة لتلك المقالات تحمل ترويسة مقالات الرأي وتقوم برعايتها مجموعة واعدة من أسرة التحرير, تتولي التواصل مع باقة مرموقة من الكتاب والمفكرين, كما تتولي الإبحار عبر أرشيف وطني لإعادة نشر نماذج متميزة من مقالات الرأي التي سبق نشرها والتي تستحق إعادة نشرها لمضمونها العظيم وتأثيرها الممتد الذي لا يزال يصلح لمخاطبة الأجيال الشابة من شعبنا… وكان هذا الجانب من مقالات الرأي التي يعاد نشرها منقسما إلي محورين:
- الأول: مقالات مؤسس وطني الأستاذ أنطون سيدهم تحت عنوان أنطون سيدهم.. ومشوار وطني.
- الثاني: مقالات لكتاب ومفكرين متعددين تحت عنوان مقالات من زمن فات.
ولعلها مصادفة لم يكن مخططا لها, أنه بينما تودع وطني بهذا العدد عام 2021 وتودع عامها الثالث والستين, هي أيضا تودع مسيرة إعادة نشر مقالات أنطون سيدهم.. ومشوار وطني بعد أن استكملت نشر باقة عظيمة من كتاباته استضافتها صفحة مقالات الرأي عبر السنوات الثلاث الماضية.. ما تم نشره في هذا الصدد لا يمثل كل ما كتب قلم أنطون سيدهم علي مدي عشرين عاما (1975-1995) إنما هو يكاد يكون مجمل رصيد الكتابات التي وجدناها تصلح لمخاطبة واقعنا الحالي وتذكرنا بمقومات عزيزة راسخة لا يجب أن نتركها تتآكل وتذوي سواء بالنسبة لشعبنا أو لوطننا.. أما ما لم يكن له نصيب من إعادة النشر في كتابات أنطون سيدهم, فكان لأنه ارتبط برصد وفضح ممارسات وتجاوزات واعتداءات بغيضة حاقت بالوطن أو بالكنيسة أو بالأقباط خلال أزمنة أزمات عصيبة اتسمت بالتطرف والتعصب والإرهاب.. وذلك ما رأينا أن إعادة نشره لن تعود بفائدة ترجي سوي أن ننكأ جراحا اندملت ونسترجع مرارات نكاد نشفي منها في هذه المرحلة التي تسير فيها مصر الجديدة نحو التطوير والحداثة وإدراك المواطنة والدولة المدنية.
والآن.. ونحن نودع كتابات أنطون سيدهم.. ومشوار وطني دعوني أسجل ما تم نشره منها عبر السنوات الثلاث الماضية, وهو ينقسم إلي ستة محاور دارت حولها هذه الكتابات:
** محور الوحدة الوطنية: تم نشر عدد 9 مقالات من إجمالي 59 مقالا.
** محور القضايا الدينية: تم نشر عدد 13 مقالا من إجمالي 65 مقالا.
ملحوظة: لعل المنشور من المحورين السابقين يعكس ما تناولته حول ما رأينا عدم ملاءمة إعادة النشر وتلافي الخوض في مضامين قاسية تنتمي إلي أزمنة صعبة.
** محور القضايا الاقتصادية: تم نشر عدد 41 مقالا من إجمالي 61 مقالا.
** محور السياسة الداخلية: تم نشر عدد 42 مقالا من إجمالي 75 مقالا.
** محور السياسة الخارجية: تم نشر عدد 9 مقالات من إجمالي 13 مقالا.
** محور قضايا التعليم: تم نشر عدد 10 مقالات من إجمالي 15 مقالا.
وبذلك بلغت جملة مقالات وكتابات الأستاذ أنطون سيدهم التي أعيد نشرها في صفحة مقالات الرأي عدد 124 مقالا من إجمالي 288 مقالا هي جملة ما خطه قلمه في وطني عبر عشرين عاما.. ويعكف فريق رعاة الصفحة في الوقت الحالي علي دراسة وبلورة المقترحات المختلفة لكيفية شغل ذلك الركن عقب وداع تلك المقالات.
وكل عام وأنتم بخير… عام جديد مبارك من عمر مصرنا الحبيبة.. وعام جديد مثمر من عمر وطني.