يمر قطاع السياحة في مصر بمنعطف تاريخي بسبب الأوضاع السياسية المتوترة والانفلات الأمني, والتصريحات المشددة للجماعات السلفية والإخوان لتطبيق الشريعة الإسلامية والحدود وهناك منهم من يحرم السياحة وينظر لها علي أنهارجس من عمل الشيطان!!أضف إلي ذلك معركة الدستور المقبلة والتي يتصارع الجميع عليها. وسعي كل طرف أن يفصل دستور علي مقاسه. في حال وصوله للحكم!!خاصة التيارات المتشددة وكأنهم يعيشون في هذا الوطن وحدهم. والإشكالية الحقيقية الاستقطاب الموجود علي السطح حاليا بين التيار الإسلامي وكافة التيارات التي تدعو إلي الدولة المدنية لمواجهة دعاة الدولة الدينية وكل هذا لا يصب في مصلحة الثورة ولامصلحة الوطن, ولكن الذي أثلج قلوبنا الشعور الرائع الذي عبرت عنه الأغلبية الكاسحة في مظاهرات الجمعة الماضيةوالتي قبلها جدد الأمل في نفوس الكثيرين بعد إحباط أسابيع طويلة. أثبت أن غالبية الشباب والجموع الشعبية التي خرجت في طول البلاد وعرضها أنها أكثر وعيا مما يراد لنا أن نعتقد وأكثر ديموقراطية. لتمسك تلك الجموع بحقها في تقويم أي خطأ قد يقع وفي الضغط المستمر من أجل تحقيق مطالب الثورة, وهي الوحدة بين أبناء الوطن الواحد. ورفضهم لمحاولات الوقيعة بين الجيش والشعب. ولاسيما أن تلك الجموع ركزت علي قضايا محورية كمحاسبة رموز النظام السابق وحل المحليات وانتخاب المحافظين والدعوة لإقالة بعض المسئولين لاشك أن يوم الجمعة قد بعث التفاؤل في نفسي وتغرس الكثيرين, بعد إحباط وحيرة أسابيع طويلة. ولكي نصل بتلك السفينة إلي بر الأمان لابد من إعادة هيبة الدولة لتطبيق القانون بحسم من دون تفرقة مهما كان المخطئ, ولايمكن إعادة هيبة الدولة وتطبيق القانون قبل إعادة الإحساس بالأمن, مع العلم أن هذا الإحساس غير مرتبط بالتواجد العددي والشكلي للشرطة في الشارع بقدر ما هو مرتبط نفسيا,وهذا يمكن تواجده من خلال التوافق المجتمعي, وتأجيل الخلافات السياسية والالتفاف حول الثورة ومصر حتي يمكن أن تنجز الثورة علي أرض الواقع وتعود مصر لكل المصريين وتعود السياحة إلي معدلاتها لأن السياحة المصرية قادرة علي أن تتجاوز كل الأزمات سياسية كانت أو اقتصادية أو ضربات إرهابية أو فتنا طائفية, السياحة في مصر قد تمرض ولكنها لاتموت.
[email protected]