محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه جمال وعلاء والعديد من معاونيه تعد لحظات تاريخية وتمثل للشرق الأوسط حدثا فاصلا,يماثل تبعات الحادي عشر من سبتمبر,ليس علي مستوي الخراب ولكن علي مستوي شدته المزلزلة التي سوف تمتد إلي أعتاب الدكتاتوريات التي تعاني منها الشعوب العربية والإفريقية أيضا.
لا أحد يصدق ما يري الآن في مصر..حيث يحاكم دكتاتور متهم بإفساد الحياة السياسية في بلادنا ,وقاتل للمتظاهرين مع وزير داخليته,أمام العالم وبالمتابعة المباشرة..وهو أمر يضاعف مسئولية السلطة الحاكمة اليوم في مصر,بما يشبه استئصال ورم خبيث,مع حتمية نجاة وسلامة المريض,الجميع يهنيء الشعب المصري علي حسمه وحزمه وقدرته علي وضع العدالة معيارا جوهريا في محاسبة زعمائه السابقين ولكن كفانا تشكيكا وتخوينا فنحن نحتاج في هذه اللحظة أن نبني مصر لإنعاش الاقتصاد المصري لأن الوضع الاقتصادي لقطاعات الطيران المدني فقط حاليا سييء جدا بعد تداعيات ثورة 25 فالأرقام تؤكد انخفاض عدد رحلات الطيران والركاب وانخفاض لإيرادات من ذلك القطاع بشكل يتجاوز 2 مليار جنيه مما يهدد مشروعات التطوير الحالية,ويضع المسئولين أمام خيارين إما مواصلة المشروعات أو سداد أقساط القروض الخاصة بقطاعات الطيران والتي كان يتم سددها من خلال الإيرادات والأرباح التي كان يحققها قطاع الطيران قبل الثورة.
وفي ظل هذا الوضع المتردي يتصارع الإعلام المصري في نقل صورة سوداء بشكل مبالغ فيها عن حالة الأمن فهو الآن يستخدم فزاعة الانفلات الأمني علي الرغم من أنناكنا عايشينفي هذا الانفلات سابقا وكانت هناك أعمال بلطجة قبل ذلك لكن الإعلام الآن يقدم الصورة بما لايتناسب مع الواقع فمن يقوم بتحليل المضمون الإعلامي يتصور أن كل مواطن يتهدده عشرة بلطجية وهذا غير صحيح ,الصورة ليست سوداء بهذا الشكل رفقا أصدقائي الإعلاميين,فكيف نناقش في برامج التوك شووالصحف الأزمة الطاحنة التي يمر بها الاقتصاد المصري وخاصة قطاع السياحة وكيفية عودة السياحة ونحن نصدر للخارج هذه الصورة عن الانفلات الأمني في مصر.يكفينا شرفا أن الشعب المصري اتحد مسلمين ومسيحيين لانتزاع رؤوس الفساد وأتينا بحكومة شرعيتها من الشعب وأتعجب من أن تكون هناك فئات كثيرة كانت لاتثور ضد الفاسدين وتثور الآن ضد الشرفاء وتلك معادلة لا أفهمها.
[email protected]