من يوم 19 نوفمبر وحتي 25 نوفمبر تاريخ اندلاع الثورة المصرية الثانية دفعت مصر من دماء أنبل أبنائها أكثر من ألف جريح و41 شهيدا جراء استخدام الشرطة العسكرية والمدنية القوة المفرطة تجاه المتظاهرين.
هل يعقل أن تحاول الشرطة فض اعتصام لمجموعة من مصابي الثورة لا يتجاوز عددهم الـ200 جريح؟
بالطبع لا, لم تتصرف الشرطة من تلقاء نفسها بل بقرار من القيادة العسكرية المركزية, يا تري هل يعلم من أصدر ذلك القرار أنه يفتعل أزمة؟ ولماذا؟
منذ أحداث ماسبيرو وسقوط 27 شهيدا وأكثر من 500 جريح في 9 أكتوبر الماضي, وبات معلوما للكافة أن الشرطتين العسكرية والمدنية لا يضربان سوي الضعفاء والعزل (الأقباط, النساء, أمهات الشهداء, الجرحي, والأطفال, وأصحاب الاحتياجات الخاصة), وفي نفس الوقت لم نسمع ولو لمرة واحدة أن أصحاب البوريه الأحمر تصدوا للبلطجية أو السلفيين أو غيرهما من أصحاب السطوة.
منذ أحداث قنا في 15 أبريل وقطع خطوط السكك الحديدية وحتي قطع بدو سيناء طريق شرم الشيخ -القاهرة الدولي في 14 نوفمبر من أجل تعيين 150شابا من البدو في شركة بترول بلاعيم, وما بينهما 7 شهور أي 210 أيام قطعت الطرقات السريعة والسكك الحديدية254 مرة من قبل سلفيين أو بلطجية أو قوي قبلية, ولم يحدث ولو لمرة واحدة أن تصدت الشرطة العسكرية وتابعتها الشرطة المدنية لأي من هؤلاء. حرقت كنائس ودهست أجساد بارة ولم يقدم أحد للمحاكمة العسكرية إلا شباب الثورة مثل علاء عبد الفتاح.
الفضيحة الكبري تكمن في ماسبيرو, تارة يحرض الإعلام الرسمي ضد الأقباط, ومرة أخري ضد شباب الثوار, وفي الحالتين يحض علي ثقافة الكراهية , وكذلك بغبغاوات برامج التوك شو يحرضون ضد الثوار, وأصحاب اللحي الذين لولا هؤلاء الثوار النبلاء ما رأت تنظيماتهم النور يوزعون فتواهم الظلامية علي الجميع, ورغم كل ذلك لم يسأل المجلس العسكري نفسه لماذا خرج الثوار من مطلع الثورة يهتفون ##الجيش والشعب إيد واحدة## والآن يهتفون ##يسقط يسقط حكم العسكر##؟
تلك الدماء لم تذهب هدرا, وستظل دماء الشهداء إلي الأبد في رقبة المشير والإخوان المسلمين والسلفيين والمدعو أسامة هيكل خليفة أنس الفقي.
وإذا حضرت الدماء انقطع الكلام وانتهي الجدل لقد قتلوا فلا مساومة, المجد للمقاومة.