تعرضت لتجربة شخصية دفعتني للتساؤل: أيهما أكثر فائدة للوطن….أن يترك المهندس نجيب ساويرس موبينيل ويتفرغ لحزب المصريين الأحرار أم العكس؟
جال ذلك بخاطري بعد أن اشتريت جهاز محمول من أحد فروع الشركة بالقاهرة, اكتشفت أن الجهاز غير صالح للاستخدام, عدت للفرع بعد أيام, انتظرت ساعة حتي انتهت مديرة الفرع من الغذاء, تنازلت وقابلتني, شرحت الأمر, رفضت تبديل الجهاز, حدثتها عن قانون حماية المستهلك, اكتشفت أنها لاتعرف عنه شئ, أخبرتها بأنني عميل للشركة لأكثر من عشر سنوات فلم تبالي, فوجئت أنها تساومني إما أن آخذ بطارية جديدة أو أرحل وأشكو لمن أريد.
يتكون الفرع من طابقين لايعمل في الطابق الأول سوي موظف واحد ولايملك للرد علي العملاء سوي أن يقول:لسنا فرع رئيسي اذهب لفرع آخر!!
كانت هذه هي الحجة حتي يستكمل زملاؤه الغذاء بالطابق الثاني.
تركت الفرع وتقدمت بشكوي في اليوم الثاني لخدمة العملاء معاملة حسنة جدا, اعتذارات بالجملة, رد حاسم:خلال 24ساعة ستحل المشكلة, بعد 24ساعة حدثني شخص آخر وبدأ يسألني عن بياناتي, أخبرته أن كل هذه البيانات أعطيتها لزميله بالأمس, تأسف وأخبرني بمنتهي التهذيب أن الزميل لم يترك سوي عنوان المشكلة واسمي ورقم الهاتف, أعطيته كل البيانات, إعتذر ووعد بحسم الموقف خلال 24ساعة, في اليوم التالي هاتفني شخص ثالث وحدث نفس الحوار, أخبرته أنني لا أريد شيئا من الشركة ورجوته عدم الاتصال مرة أخري.
خلاصة هذه الخبرة أن الشركة التي استطاعت أن تجعل المحمول في يد الجميع, واستحوذت علي نحو 30مليون عميل سوف تصبح قريبا مثل شركات القطاع العام سابقا.
من مفارقات القدر أنني في ذات الأسبوع اشتريت حقيبة سفر من كشك صغير بأحد الأزقة المتفرعة من شارع رمسيس, عدت للمنزل اكتشفت عيبا في الحقيبة في اليوم التالي ذهبت للبائع الشاب, عرضت عليه الأمر, رد بحسم:تأخذ فلوسك ولا حقيبة أخري؟ استبدلت الحقيبة من هذا البائع الشاب الذي لا يعرف ما قانون حماية المستهلك لكنه يعرف قانون حماية المستقبل,لايعرف من اللغات سوي لغة واحدة(الزبون علي حق), ترحمت علي الصرح العظيم إياه وتساءلت لماذا تكلف موبينيل نفسها ملايين الجنيهات لاستحضار مدربين لموظفيها, أليس من الأجدي أن تجعل بائع الحقائل يدربهم؟!
أهدي هذه القصة للاقتصادي القدير نجيب ساويروس, وأذكره بالمثل الشعبي القائل(يعمر ساقية ويخرب طاحونة) والساقية يا باشمهندس هي حزب المصريين الأحرار أما الطاحونة فهي موبينيل.
هذه الرسالة للوطن لا للموبايل وشكر الله سعيكم.