كتب الراحل العظيم محمود درويش افتتاحية الكرمل بعد مذبحة صبرا وشتيلا, وليأذن لي أن أستعير عنوانه بعد مذبحة ماسبيرو ما أبعد المسافة بين مخيم صبرا وشتيلا وساحة ماسبيرو, وما أقرب الهدف لأن هنا وهناك متشابهة, حيث دهست جنازير العربات المدرعة العصافير المغردة وأسكتت طلقات الرشاشات صوت البلابل, كيف يتآتي للمشير محمد حسين طنطاوي أن ينام دون أن يفتح تحقيقا مع بعض أفراد الشرطة العسكرية فيما نسب إليهم من ارتكاب تلك المجازر.
يا سيادة المشير قلت إنك أرضيت ضميرك بشهادتك عن مبارك ونحن نصدقك فأكمل وافتح تحقيقا مع حفنة من رجالك الذين لو ثبت ما نسب إليهم يسئيون إلي شرف العسكرية المصرية في عيدها المجيد.
ويا أيها الزميل الجالس علي عرش ماسبيرو أقصد أسامة هيكل كيف يمكنك أن تجلس علي عرش من جماجم الضحايا الأبرياء, وكما استغرقت من وقت لتتخطي دماءهم المتناثرة في كل دهاليز مملكتك, فيا أيها الزميل العزيز أناشدك بضميرك المهني الوفدي قبل أن تلتحق بالقلعة في خدمة السلطان أن تمحو عار الإعلام المصري وتفتح تحقيقا مع محرضي التليفزيون المصري من العنصريين الجدد بالمبني.
ويا قداسة البابا شنودة الثالث أحييك وأحيي المجمع المقدس لبيانه ومواقفه الصلبة, ولكن هل كانت هناك ضرورة لذكر أن بعض المندسين قد يدخلون بين أبنائنا ويقومون بأعمال تخريبية تنسب إليهم. عبثا تحاول يا أبي لقد ولي زمن التوازنات.
ومع احترامي الكامل للطائفة الإنجيلية وقياداتها وثوارها فكيف استطعت أيها الدكتور القس أندريا زكي المحترم أن تتحاشي دماء الضحايا في أروقة التليفزيون المصري وأنت تتنقل بين استديوهاته لتملأ فراغ غياب الكبار, وهل يرضي ضميرك حديثك المتكرر عن إدانتك للعنف دون أن تبوح بمن الجاني ومن المجني عليه, عبثا تحاول يا أخي, فالمتلفح بالحكومات عريان, ولن يجدي معهم ذلك وأنت تفهم عما أتحدث.
أما أنت يا تلميذي العزيز وفلذة كبدي, قلبي المجروح مايكل مسعد ابن التكوين الصحفي بصحيفة وطني أردد باسمك ما كتبه محمود درويش في قصيدة صورة العائد حينما اغتالت الفاشية الصهيونية البطل الفلسطيني ماجد أبو شرار:
صباح الخير يا مايكل صباح الخير
قم اقرأ صورة العائد علي وطن
فقدناه في حادث سير
وأقول لسائر الشهداء مينا دانيال وزملائه الشهداء الأبرار ما قاله الشاعر الفلسطيني العظيم معين بسيسو:
استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندي
استشهد الصوت ولم يزل يقاتل الصدي
وأنتم بين الماء والندي
وأنتم بين الصوت والصدي
فراشات تطير حتي آخر الندي
ولن نغفر ولن ننسي, ولن أترك دماءكم تجف قبل القصاص من القتلة والمحرضين والمتسترين عليهم, ولا يعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.