تعد الانتخابات المقبلة لنقابة الصحفيين انتخابات مصيرية.. ليس لأنها أول انتخابات تجري بعد ثورة 25يناير فحسب بل لأن كافة مؤسسات الدولة انتهي عمرها الافتراضي.. وأغلب مكونات الأمة تتناحر وتعاني من اضمحلال عوامل الاندماج القومي.. وتحولت الأمة إلي مسيحيين ومسلمين ونوبيين وبدو وشيعة وسنة وأمازيج.. إلخ, وبدأت حرب الكل ضد الكل, وجاء إلينا من وراء السياسة جماعات وأحزاب وشخصيات تم تنصيبها إعلاميا علي أنهم رعاة للأمة, وتم حل اتحاد العمال, وقضي بعدم دستورية القانون 100 الذي كان يحكم عمل النقابات المهنية.
وحدثت طفرة في الإعلام المصري, ولم تعد القدرات المهنية للصحفيين والإعلاميين تتحمل تلك الطفرة.
وتدفقت أموال من كل حدب وصوب في مجري الإعلام, وفي خضم هذه الثورة الإعلامية ظهر الرقيب العسكري لأول مرة بعد يوليو 1952, وصودرت صحف ومطبوعات!!
وتقدم 103 مرشحين لعضوية المجلس لكي نختار منهم 12 عضوا, وخمسة مرشحين لمنصب النقيب. وتعددت البرامج وازدحمت اللافتات.. وأغلب الخطابات غامضة ومبهمة وتتركز في الماضي ماعدا بضع مرشحين يعدون علي أصابع اليد, منهم علي منصب النقيب الزميل يحيي قلاش ذلك الذي يمتلك رؤية مستقبلية حول المخاطر والفرص التي من المحتمل أن تواجه مستقبل النقابة والنقابيين من التعددية النقابية, وخصخصة المؤسسات الكبري, وتداخل الإعلام الإلكتروني والفضائي مع الصحافة السيارة, واضمحلال الموارد وضرورة البحث عن مصادر تمويل جديدة, وصولا إلي قانون النقابة الذي لم يعد يواكب كل هذه التطورات.
كل ذلك يحتاج نقيبا مثل يحيي قلاش, ذلك المناضل الذي اختبرناه لأكثر من ربع قرن في العمل النقابي سواء عضوا بالجمعية العمومية أو عضوا بالمجلس. إننا بحاجة لمهني ونقابي وسياسي وموضوعي وغير منحاز مثل يحيي قلاش لمواجهة النزعات الاستحواذية لبعض أعضاء التيارات الدينية السياسية التي تريد أن تخضع النقابة وتفرغها من مضمونها مثلما فعلت لأكثر من ربع القرن مع معظم النقابات المهنية.
لذلك سوف أعطي صوتي للزميل يحيي قلاش كنقيب للصحفيين.. ولا أراهن بذلك سوي علي تاريخ يحيي قلاش النقابي الملئ بالمواقف المشرفة والمستقيمة.. وأدعو كافة الزملاء لاختيار يحيي قلاش من أجل غدا أفضل للنقابة والصحافة والصحفيين.