وبدأ يسب.. ومن خلفه عشرات الأشخاص, لم تمض دقيقة حتي ساروا ما يقرب من مائتي شخص.. تعرفون لماذا تزداد الكائنات المفترسة شراسة عندما تخاف الفريسة؟؟ لأن مادة الأدرينالين تفرز بكثافة لدي الخائفين فيشتمها المفترس من جسد الفريسة.. هذا هو التشبيه الأبلغ للموقف.. سمعت أحدهما يقول: دي بتاعة التحرير.. وآخر دي إسرائيلية, شعرت أنني أواجه الموت علي أيدي السفهاء.. وتمنيت لو عاد بي الزمن إلي 28 يناير لأموت هناك شهيدة بدلا من تلك الميتة.
هكذا اتكلت زميلتنا المناضلة حنان فكري علي قلمها, ومن دمائها أتخذت مدادا وعلي وقع ألمها قررت أن تتحرر من خوفها بالكتابة, عبرت حنان معمودية الألم لتخط لنا تجربتها المريرة لما حدث لها في مساء السبت 20 يوليو بميدان العباسية تحت عنوان (إحنا بتوع التحرير فمن أنتم) لتذكرنا حنان بما حدث في التحرير من قبل مع زميلتنا ماريان عبده, وما بين ماريان وحنان تقف أم الشهيد مينا كل جمعة تحمل صورة فلذة كبدها, ولنا أن نفخر بتفرد دور المرأة القبطية في الثورة, سواء عضوة في قيادة أول ائتلاف ثوري خطط للثورة وفجرها مثل سالي توما أو شهيدة مثل مريم مكرم أو جريحة مثل ماريان فوزي أو مناضلة وصحفية مثل حنان فكري أو كثيرات من اللاتي تظاهرن واعتصمن مثل ريهام رمزي وماريان عيسي وأخريات ما بين التحرير والقائد إبراهيم, هؤلاء النسوة قدمن دمائهن وعرقهن قربانا علي مذبح الوطن علي غرار ما قدمه معلمهم الثائر الأول المسيح.
حنان فكري تقول لجلاديها: نعم أنا من بتوع التحرير وأنا أقول لها ومن خلالها لهن: أناديكم أناديكم.. أشد علي أياديكم.. أبوس الأرض تحت نعالكم.. وأقول أفديكم