أشد ما يؤلم الإنسان ليس الألم الجسدي بل الألم الوطني, ذلك لأن الكنيسة القبطية علمتنا عبر وطنيتها أن لاهوت الأرض والوطن جزء لا يتجزء من وطنية الكنيسة…بل إن وطنية الكنيسة تكاد تعد السر الثامن من أسرار الكنيسة مهما اختلفت المذاهب أرثوذكسيين أم كاثوليك أو إنجيليين.
وتتفرد الكنيسة القبطية عن كل كنائس الشرق أنها انحازت للوطن ضد من رفعوا الصليب وقاتلت ضدهم قديما في الحروب الصليبية, واستمرت علي مواقفها حتي صار ذلك جزءا من تقليد الكنيسة, وعلمتنا الكنيسة منذ نعومة أظافرنا أن القنصل الروسي في زمن القياصرة قابل أحد الآباء البطاركة وعرض عليه أن يحمي القيصر الكنيسة فسأل قداسة البطريرك القنصل:
هل قيصركم يموت؟
فأجاب القنصل: نعم
فرد البطريرك: نحن في حماية الله الذي لا يموت.
أكتب ذلك بعدما تداولت وكالات الأنباء قيام القمص مرقص عزيز ومعه بعض الموقورين يطلب حماية الأقباط من الأمم المتحدة والكونجرس والخمس دول الكبري والفاتيكان, أعلم أن الكنيسة غير مسئولة عن تصرفات بعض الموقورين المهجرين ولكن هناك مسئولية أدبية كنسية تجاه من يحمل رتبة القمص, ولذلك أصلي من أجل أن يصدر قداسة البابا شنودة الثالث…صاحب المواقف الوطنية المعروفة بيانا يؤكد فيه موقف الكنيسة من عدم الاستقراء إلا بالله والوطن, وأن تتخذ الكنيسة موقفا من القمص مرقص عزيز لأن ما ذهب إليه القمص يعد هرطقة وطنية وخروجا علي تقليد الكنيسة العتيدة وهذا الموقف يصب في مصلحة الكنيسة أكثر من مصلحة مصر, لأن أقباط مصر لا ينتقصهم تمييز ضدهم بسبب بضعه خارجين علي الكنيسة.