أكتب هذا المقال وصدامات التحرير (28, 29 يونية) تتصاعد بين الشرطة والمواطنين من أهالي الشهداء أو مناصريهم.
أتابع ما يحدث عن كثب رغم أنني أتألم علي فراش المرض بعد عملية قلب مفتوح ولكن الوطن يتألم أكثر مني. نعم قلبي مفتوح ولكنني محاط برعاية فائقة من أطباء علي مستوي عال من العلم والخبرة والمسئولية مثل الدكتور عادل البنا ومساعديه وطاقم من التمريض يحتويني بحب فائق وعديد من الأطباء الآخرين الذين لا أذكر أسماءهم ولكني أذكر حبهم المتفاني لمسئوليتهم عن مواطنيهم من المرضي في جمهورية دار الفؤاد.
أما ما يحدث للوطن مفتوح القلب من عملية قلب مفتوح وحشا مبعثر فالوطن في العناية المركزة دون كفاءات تتحمل مسئولية ما يحدث فالذين يديرون يعيشون أوهام القوة وندرة الخبرة السياسية والذين يحكمون كسلطة تنفيذية لا يدركون لا طبيعة المرض الوطنية ولا أبعاد الرؤية السياسية للمرحلة الانتقالية ناهيك عن افتقادهم للإرادة وإدراك ماهية مصر كوطن, والثوار الذين وضعوا حياتهم علي أكفهم وقدموا من التحرير نموذجا يحتذي به العالم أجمع يعيشون مثل أبناء محمية طبيعية عظيمة ونادرة النقاء والحب والوطنية وعشق الوطن بشكل لا متناهي إلا أنهم محاطون بكل أمراض الدولة المصرية في المائتي عام السابقين. قوي دينية تعيش في حالة من الغيبوبة القروسطية ولكنها تمتلك مخالب تنهش بها في قلب وحشا الوطن دون أي حس إنساني أو حتي ديني مثل الوحش الكاسر الذي يتلذذ بانتظار افتراس الفريسة في حماية من يديرون أو قلة حيلة ممن يحكمون. حما الله الوطن أما آلامي فأنا كفيل بها.