حينما يتصارع الإنسان من الألم فليس هناك غالب ولا مغلوب, يتحول الألم إلي وحش يحاول أن يفترس المتألم…وإذا تمتع المتألم بشراسة الألم يستطيع الألم أن يهزمه, أما إذا حاول المتألم أن يستأنس الوحش فسوف يتحول إلي حيوان أليف يمكنه أن يتعايش معه.
عشت الأسبوع الماضي خبرة مؤلمة استيقظت فجرا علي وحش ينهش في صدري, حاولت أن أبعده مرارا عن مواجهتي ولكنه كان دائما يضعني تحت سيطرته, فجأة شعرت باستنارة غريبة, ماذا لو تأملت ذلك الألم, ومصدره, كنعمة من الله, توقفت عن مواجهة ألمي, ربت علي ظهر الوحش الذي كان يغرس مخالبه في صدري, استسلمت وفي ذاكرتي آلام كثيرة يشنها ومرت بسلام…لم تهدأ آلامي ولكن زادت قدرتي علي التحمل, تمالكت نفسي انطلقت إلي أقرب مستشفي التشخيصجلطة في القلب.
آه يا جرحي المكابر قلبي ليس حقيبة وأنا لست مسافرا, تذكرت كم تحمل القلب أحمالا من الحب للوطن ولهموم شخصية تارة ووطنية تارة أخري, تري ماذا دهاك يا قلبي؟ ولماذا ينوء بكاهلك الآن ما تحملته عشرات السنين, انسابت نبضات قلبي كطير مغرد لا يجد مكانا لأحاسيسه, تماهيت مع الألم, وأغمضت عيني مستسلما لرحلة طالت حتي كلمني الطبيب قائلاحمد الله علي السلامة, البلاطي البيضاء ورائحة المخدر وخوف الطفولة من الحقنة كلها تداعب مخاوفي.