قال القدماء من علمني حرفا صرت له عبدا تري ماذا أقول لمن علمني علما يلغي العبودية؟هذا ما يجول بخاطري حينما أتذكر أستاذي سعد الدين إبراهيم, ليست بصفته مؤسس مركز ابن خلدون فحسب, بل بصفته الأخ والمعلم والصديق منذ عام 1991 وحتي 2011, عشرون عاما من التعلم من سعد الدين إبراهيم عن قرب وعن بعد, لم يؤسس سعد الدين إبراهيم مركز ابن خلدون فقط, بل شارك في الحراك العربي للديموقراطية وحقوق الإنسان عبر مشاركته في تأسيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في ليماسول1985, وماتلي ذلك من تأسيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان, وبعدها الانتشار المذهل لحركة حقوق الإنسان طوال العشرين عاما الماضية, وبعدها صك مصطلح المجتمع المدني وإعادة الاعتبار له…قام سعد الدين إبراهيم بالترويج لهذا المصطلح المجهول حتي أصبح واقعا معاشا تتحدث به كل القوي حتي القوي الدينية غير المدنية, ومصطلحات أخري…ومؤسسات وحركات بل كان مركز ابن خلدون أول من أصدر تقارير الأقليات والملل والنحل والأعراق- بل لم يرتفع الصوت القبطي إلا بعد مؤتمر الملل والنحل والأعراق بليماسول1994, كذلك كان مركز ابن خلدون أول من دعا إلي تسكين الإسلاميين في البناء الديموقراطي, لم يمل ولم يكل من الدعوة للديموقراطية والحياة المدنية طوال الربع قرن الماضي رغم الاضطهاد للرجل وللمركز ولذلك من خلال نافذة وطني أدعو لتكريم سعد الدين إبراهيم وترشيحه لأعلي الجوائز المصرية كداعية ومفكر ومؤسس للحركة المدنية التي كان كثيرون يعتقدون أنها ماتت حتي خرجت ماردا من بين الرماد في 25يناير2011.