للمرة الثالثة يخرج الشعب المصري لينقذ ما يمكن إنقاذه, المرة الأولي حينما احتشد حول الشباب منذ 28 يناير ليصنع معهم انتصار الثورة, والمرة الثانية حينما خرج في استفتاء 19 مارس رغبة في حماية الوطن والثورة, وفي المرتين سرقت أحلام هذا الشعب العظيم, فخرج للمرة الثالثة في الجولة الأولي للانتخابات لكي يعود بالسلطة للشعب مرة أخري.. اختار الشعب في الموجة الثالثة من الثورة حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين لكي يحمله المسئولية التاريخية للحفاظ علي الوطن والدولة والثورة.
بالطبع لا نملك سوي تهنئة الحرية والعدالة بهذه الثقة التي أعطاها له الشعب, ولكنه في ذات الوقت أعطي الشعب ثقته بتدرج ونسب أخري لكل من حزب النور والكتلة وقائمة الثورة مستمرة وآخرين, وكان المواطنون المصريون الأقباط في صدارة المشهد واستطاعوا عبور جدار السلبية, وصاروا العمود الفقري للحركة الليبرالية, وإن كان البعض قد أساء إدراك هذا التدفق القبطي في نهر الوطن.. فإن ما حدث يمكن أن يخلق ثنائية دينية متضادة, ويمكن أن يكون بداية لإعادة للبعد الديني للجماعة الوطنية, ذلك الذي لن يتأتي إلا علي أرضية الحوار ما بين من يرغب من قيادات الإسلام السياسي وتيار المسيحية السياسية الذي تبلور بعد ثورة 25 يناير, وكنت قد دعوت لذلك الحوار منذ ثلاثة أشهر تقريبا.. ولكن الآن وبعد أن لعب المواطنون المصريون الأقباط دورا محوريا في الحضور الانتخابي علي أرضية وطنية وليست طائفية.. فقد أصبح هنا الحوار مابين الإسلام السياسي والمسيحية السياسية فرض عين, لأن مصر لن يستطيع فصيل واحد ولا أصحاب دين واحد, أن يحلوا إشكاليات هذا الوطن. حيث إن المسئوليات كبيرة, والتحديات جسام, ومن ثم لابد أن تقوم قيادات الإسلام السياسي بالدعوة للحوار الفوري مع أصحاب المشاريع الأخري الدينية والليبرالية واليسارية.. فهل تشرع في ذلك قبل فوات الآوان.