تلعب الإشاعة دورا محوريا في قياس الرأي العام, وإدراك هشاشة أو قوة هذا القطاع من غيره, ولعل الإشاعة القاتلة التي انطلقت الأيام الماضية حول مهاجمةالسفليين للنساء والفتيات الأقباط الثلاثاء 29مارس الماضي خير دليل علي عدم ثقة الرأي العام القبطي في نفسه, حيث وجدنا تماهيا بين أجهزة الإعلام القبطية من فضائيات وإنترنت وبعض مؤسسات الكنيسة وبين تصديق الإشاعة, وكانت النتيجة أن أكثر من 90% من النساء والفتيات القبطيات لم يخرجن لا للعمل ولا حتي لاجتماعات الكنيسة في ذلك اليوم!!
لم يصدق الأقباط أنهم قوة فاعلة في المجتمع, منذ أن خرجوا في المظاهرات التي تلت تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية يهتفون ضد العادلي ومبارك, ثم خرجوا في الثورة وحموا أشقاءهم المسلمين أثناء الصلاة إبان معركة الجمل الشهيرة, ولا قوتهم أمام ماسبيرو حيث استطاعوا أن يمارسوا دور جماعات الضغط في تحقيق أغلب مطالبهم, ولم يثقوا في أنفسهم حتي بعد خرجوهم الذي أذهل الوطن في استفتاء 19 مارس, كل ذلك أنهار أمام إشاعة غير صحيحة كذبها موقعأنا سلفي ولكن من خلق هذه الإشاعة كان يريد أن يعرف نقاط ضعف الرأي العام القبطي واستطاع بذكاء أن يدركها…وتصورا لو انطلقت مثل هذه الإشاعات في الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية القادمة, أو في استفتاء آخر…فماذا سوف يكون نصيب المواطنين المصريين الأقباط علي مختلف اتجاهاتهم؟
مجرد سؤال للجميع بما في ذلك أغلب قيادات الخدمة الكنسية وبعض الكهنة الذين لعبوا دورا في بث الرعب وعدم الطمأنينة في النفوس..مجرد سؤال؟