لا أستطيع أن أدعي بأن السيد أوكامبو يحقق العدالة,ولا أتصور أنني سوف أنضم لفريق تسليم البشير أو للفريق المنافس بعدم تسليمه…فالبشير بالنسبة لي هو مجرد عنوان لحكم فاسد لقصة أكثر فسادا.
أكثر من ثلثمائة ألف ماتوا غدرا في دارفور وما يقارب المليونين شردوا يتهددهم خطر الموت…ونحن نخرج كل يوم في زفة إعلامية ندوس علي أجساد الضحايا الأبرياء,دفاعا عن ديكتاتور لا يجيد حتي فن ديكتاتوريته!نصرخ بحناجرنا وبأقلامنا دفاعا عما يسمي بالسيادة التي انتهكها الحكام العسكريون في السودان ديكتاتور تلو الآخر…وفي الواقع نحن لا ندافع لا عن السودان ولا عن البشير ولا عن السيادة…نحن ندافع عن سيادتنا وهي مرض نفسي أقرب للسادية!!حيث لا يوجد سجن في أوطاننا يخلو من المعتلقين…ولا يوجد قسم شرطة في الوطن العربي لم تنتهك فيه آدمية الجماهير العربية من المحيط إلي الخليج..والإعلام العربي في أغلبه لا يقل كتابه تواطؤا عن الجلادين!!
هنا يأتي دور السيد أوكامبو المحقق الخاص السابق والذي عمل سابقا في خدمة أصحاب الجرائم الكاملة في إدارة السيد بوش,ليأخذ بقفازه الأبيض الملطخ بالدماء زمام العدالة المزيفة في زمن غابت فيه العدالة.
أدرك أن الإدارة المصرية تحاول عقد مؤتمر عن السلام في دارفور والبشير يرفض,وتحاول أن تعالج ما أفسدته في حماس وفتح وإسرائيل…ولكنني لا أستطيع أن أستوعب أن نقع في نفس الشرك الذي أوقعنا فيه صدام حسين من قبل…علي الأقل لقد حذر الرئيس مبارك صدام أكثر من مرة…ألا يستحق البشير أن نوجه له تحذيرا واحدا…ولا الضرب في الميت حرام.