بعد ثورة 25يناير أصبح هناك العديد من التساؤلات حول مستقبل الحياة الحزبية في مصر, فمع وجود 25حزبا سياسيا كان آخرهم حزب الوسط والحديث عن تأسيس أحزاب أخري جديدة, أصبح هناك ازدحام في الحياة الحزبية خاصة أن أغلب الأحزاب- خاصة القديمة- لا وجود لها كأحزاب فاعلة بين المواطنين.
وهناك عدة سيناريوهات قام بطرحها العديد من الخبراء السياسيين حول مستقبل هذه الأحزاب التي كانت تتبع النظام القديم الذي تم أسقاطه أولها أن تختفي تدريجيا ويقبل المواطنون علي الانخراط في الأحزاب الجديدة التي تلبي مطالبهم سياسيا.
في مقدمة هذه الأحزاب الحزب الوطني والأحزاب التي لايعرف عنها المصريون شيئا عن نشاطها, أو أن تقوم هذه الأحزاب بهيكلة نفسها مدة أخري لتعود بقوة إلي العمل الجماهيري والسياسي ويصبح لها دور حقيقي.
أحزاب كرتونية!
قال الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام: إن ضعف الأحزاب جاء نتيجة فشل النظام الحزبي القديم نتيجة لوجود لجنة شئون الأحزاب التي كان يهيمن عليها الحزب الحاكم إضافة إلي بقاء الأحزاب محاصرة في مقراتها.
وأشار إلي أن الحزب الوطني الذي سخر كل إمكانيات الدولة لصالحه أصبح الآن بعد سقوط نظام الرئيس السابق مبارك يواجه استقالات عديدة من أبرز أعضائه ومهدد بالحل.
وأضاف د. عمرو بأن هناك فرصة لبعض أحزاب المعارضة لتطوير نفسها مرة أخري ومنها أحزاب الوفد والتجمع والناصري والجبهة الديموقراطية وبالفعل شهدت هذه الأحزاب تفاعلا قويا مع المواطنين خاصة الشباب والفتيات في فترة ثورة 25 يناير, وحاولت جاهدة لاستعادة دورها الحقيقي في الشارع السياسي.
وتوقع د.عمرو أن تخرج أحزاب جديدة للنور ومنها الأحزاب التي كانت تسمي تحت التأسيس وأحزاب الشباب وحزب العدالة والحرية الخاص بجماعة الإخوان المسلمين وأبرز الأحزاب التي يتم الترويج والدعوة لإنشائه الآن هو حزب 25يناير الخاص بشباب الثورة.
وقال الدكتور نبيل عبد الفتاح الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام: إنه من المتوقع اختفاء بعض الأحزاب التي لايوجد لها وجود أو لا يعرفها المواطنون حتي بالاسم, ولن يستمر من الأحزاب القديمة إلا من يستطيع تطوير نفسه ويعيد التواصل مع المواطنين.
وهناك اتجاه أصبح قائما بأن تشارك القيادات الشابة في صناعة القرار في مصر أو أحزاب شبابية, لافتا إلي أنه في ضوء التعديلات الدستورية الجديدة, فإنه من الممكن أن نشهد اختفاء للأحزاب التي كان لها ارتباط بالنظام السابق.
ومن جانبه قال سيد عبد العال الأمين العام لحزب التجمع:إن فكرة تلاشي دور الأحزاب المعارضة خلال مرحلة ما بعد الثورة مستبعدة لأنها كانت فاعلة ومتحركة مع الجماهير منذ أول يوم للثورة وكانت العنصر الأساسي فيها بل كانت مرحلة فرز للأحزاب ومدي تواصلها مع المواطنين مؤكدا ضرورة قيام الأحزاب بإعادة تجديد نفسها.
بناء نهضة حزبية
أشار المهندس أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط إلي أنه آخر الأحزاب التي تم إشهارها أنه من الضروري وضع رؤية وطنية واضحة تستوعب متغيرات الوضع الحالي وتكون قادرة علي بناء نهضة سياسية وحزبية حقيقية تستطيع أن تقف في وجه الهيمنة الأجنبية, ولابد من تحريك القوي الديموقراطية من أجل الإصلاح والبناء.
طلب تأجيل الانتخابات
وطالب أبو العلا بضرورة تأجيل الانتخابات البرلمانية حتي تستطيع الأحزاب خوض الانتخابات, وأن تكون الانتخابات بالقائمة النسبية غير المشروطة حتي تتيح الفرصة للأحزاب والمستقلين وأن يكون هناك قانون خاص للإنفاق علي الانتخابات بشفافية كاملة مع وجود سقف للإنفاق علي الدعاية حتي يتساوي المرشحين.
وقال عبدالله أبو الفتوح أمين المتابعة بحزب التجمع: إن هناك فجوة بين الأحزاب والشارع المصري نظرا لعدم تواصل الأحزاب مع المواطنين بشكل حقيقي إضافة إلي أن أغلب الأحزاب كانت من رحم النظام السابق.
وطالب بأن تجري الانتخابات البرلمانية بالقائمة النسبية غير المشروطة وأن تشرف علي الانتخابات لجنة قضائية من بدايتها إلي نهايتها.
وأكد أن هناك مؤامرة من جانب الإخوان المسلمين لضرب الأحزاب وتقليل دورها في المجتمع, ولهذا يجب أن تقوم الأحزاب بحوار حقيقي مع القوي السياسية والأحزاب الأخري إلي جانب الشباب الذي قام بثورة 25يناير وذلك لوضع رؤية منهجية لتطوير الحياة الحزبية.
تطوير قانون الأحزاب
من جانبه قال عصام شيحة عضو الهيئة العليا لحزب الوفد أن هناك حاجة لتطوير قانون الأحزاب وإلغاء لجنة شئون الأحزاب التي كان الحزب الوطني يتحكم فيها, وأن يكون الحزب بالإخطار وإطلاق حرية الأحزاب في التفاعل مع الشارع والالتحام بالمواطنين بدلا من حبس الأحزاب داخل مقاراتها.
أكد شيحة أن الأحزاب ظلمت كثيرا طوال الفترة الماضية وتم حرمانها من التواصل مع القواعد الجماهيرية وهو ما أصاب العمل الحزبي والسياسي في مقتل, ولذلك فإن الأحزاب بعد ثورة 25يناير أصبح المجال أمامها مناسبا وتم إتاحة الفرصة لها للظهور علي قنوات التلفزيون المصري والصحف القومية, ومؤسسات الدولة المختلفة من هيئات ومراكز شباب وقصور ثقافة أصبح من الممكن أن تتيح الفرصة للأحزاب, وهو ما كان لايحدث في الماضي.