نمنح من نعشق أجمل ما فينا حين نود وحين يلتهب الوجد…وننسي أننا نمنح بإرادتنا إلي أن تسلب منا…نفيق نجدنا نمنح رغما عنا…ينكسر جناح الود يجف الورد نكف عن الطيران نجدنا بلا عشق بلا معشوق بلا منحة ولا ممنوح… هذا ما حدث مع كاتبة رسالتنا اليوم التي تجرعت الألم مرارا وهي تستعيد تفاصيل قصتها وتقول:أرسل مشكلتي ووجيعتي ليس فقط بحثا عن الحل بل لتكون عبرة لكل امرأة تفر من زوجها لآخر,ظنا منها أن الجنة في كنفه…أنا امرأة في الخامسة والأربعين من عمري تزوجت منذ ثلاثة وعشرين عاما,أحببت زوجي حبا عميقا وعشقت بيتي وبناتي الثلاث اللائي أشعن السعادة حولنا لسنوات طويلة ,لم نكن ميسوري الحال حتي نستمتع بمباهج الحياة,مرت الحياة…سرقني الزمن من شبابي وكنت سعيدة بذلك ,كبرت الفتيات وكبرت معهن وكبرنا جميعا,وأصاب علاقاتنا الفتور بل والجمود فكل فتاة في طريقها-اليوم بطوله-في الجامعة,أما زوجي فيذهب إلي عمله وأنا أيضا,نعود منهكين لانجد ما نتحدث عنه ,نظل صامتين ساعات طوال ولا ننتبه أننا صامتون إلا عندما يشق الصمت جرس الباب أو الهاتف,أما علاقتنا الزوجية الحميمة لاترضي إلا بالروتين سيدا…عليها إيقاعها يشبه إيقاع عقارب الساعة الذي يقتلنا انتظامه فنبغي التحرر منه وكسره أحيانا.
في جلسة هادئة مع نفسي تأملت الماضي واكتشفت أنني لم أحيا كسائر النساء لم ألهو عندما مررت بالعشرينيات من عمري…لم أحب لم تعبر بي اللوعة والأشواق لم أرتدي البنطلون والتي شيرت مثلما تفعل بناتي الآن كل ما فعلته أنني تزوجت وأنجبت وراعيت وحافظت علي كيان الأسرة مما يمكن أن يعصف بها,لم يجرحني زوجي أبدا لكنه أيضا لم يثن علي أبدا,لم يقل لي كلمة واحدة ولو من باب المجاملة لم أطلب منه هذا إلا مرات قليلة ثم استوعبتنا الحياة,فمشاغلها كانت تنسيني احتياجي للثناء وكلمات الإطراء التي تسعد أي امرأة مهما نضجت مشاعرها وتفتح عقلها.نظرت في المرآة وإذ بي سيدة تقف علي حافة خريف العمر تقترب رويدا رويدا من فقدان أنوثتها,قررت أن أحيا ما لم أحياه ولو من حيث الشكل فغيرت من تسريحة شعري ونظام ملبسي,ولكن يبدو أن هذا انعكس علي مشاعري.
أصبحت أكثر إشراقا وإقبالا علي الحياة,شعر زملائي في العمل بالتغيير وعلي رأسهم المدير المباشر لي والذي اقتنص الفرصة للتقرب مني,أمطرني بعبارات المدح والإطراء التي طالما تمنيتها,استعذبت كلماته…يبدو أنني أعبر بسن اليأس,لكنني فاقدة الإرادة معصوبة العينين,سرت في طريقي أجمع الأشواك ظنا مني أنها الورود وتجاوزنا مرحلة الإعجاب ,تعلق قلبي به بعد أن أعادني للخلف عشرين عاما,لم يشعر أحد أفراد أسرتي بتغير لكنني سئمت المنزل والهدوء وكل ما يربطني بحاضري الراكد ليس كرها فيه ولكن رغبة في التمرد وفك الحصار,ظل الوضع هكذا أربعة أشهر ثم لاحظت تغييرا علي الزائر الجديد لحياتي,فبعد أن كنا نتحدث تليفونيا عدة مرات يوميا تقلصت لمرة كل يومين ,ثم تهرب من الرد علي تليفوني ثم تهرب من لقائي أو الاحتكاك بي في مجال العمل الذي ذاع صيت علاقتنا فيه,شعرت بالغدر فهذا النوع من الرجال يبحث دائما عن الجديد ويشعر بالفخر إذا ما التفت النساء حوله.
صدقت كل توقعاتي التي لم أعد نفسي لأي منها وكانت البديلة زميلة جديدة أصبت بهستيريا,اكتشفت وجهي القبيح فبداخلي كل هذا الضعف ولم أكن أدري,اقتحمت غرفته,انتهرته صرخت في وجهه:لماذا بعد كل هذا الحب لماذا؟,لم يجبني,توسلت إليه ألا يتركني فأمعن في الإذلال,أصبت بصدمة عصبية القتني طريحة الفراش لمدة شهر وجميع زملائي يعلمون السبب ولكن في صمت أمامي فقط لم يسألني زوجي عن سبب ما يحدث لي ولم يلتفت إلي حالتي إلا بالعلاج فقط وظل قابعا في صمته شاعرا بالسلام مع نفسه غير واع أن سلامه يفقدني سلامي بل وحياتي كلها,مر علي تلك الواقعة شهر ولم أذهب إلي عملي حتي الآن,أنا في حيرة من أمري,هل أعود لعملي علما بأنه تم نقله إلي إدارة مختلفة ,لكن سيرتي بين زملائي صارت مشوهة فكيف أرفع عيني أمامهم مرة أخري؟
لصاحبة هذه القصة أقول:
الخرس الزوجي..مشكلة آلاف الأسر لكنه لم يكن أبدا مبررا للخوض في علاقات خارج هذا الإطار وعلي الزوجة العبء الأكبر في تحريك المياه الراكدة وبث الحيوية والتجدد في عروق العلاقة الزوجية وهذا ما لم تفعليه قط,فالرجل الشرقي يظن أن الاحترام وعدم إثارة مشاكل في الأسرة يوفيان بما عليه من واجبات وأنهما الأمر الوحيد المطلوب منه إلي جانب إنفاقه علي المنزل…تصور خاطيء يخطو بالزوجين أولي الخطوات علي طريق الانهيار,ولا يفيقا إلا بعد فوات الأوان وللأسف لايلوم إلا الزوجة فاحمدي الله أنه لم يعلم بالأمر ,وتنبهي ألا يعرف شيئا عما حدث.
لفت نظري غياب بناتك عن الصورة التي رسمتيها للشهور السابقة,ألم تخشين لائمة المجتمع ووصمته لهن إذا ما ذاع أمرك؟لم أستطع استنتاج تأثيرهن الحالي في حياتك خاصة في هذه السن الحرجة التي أسماها الطب النفسي سن اليأس,إذ تسعي المرأة فيها لإثبات أنها مازالت أنثي مرغوبة محبوبة,ولكنني أتوقع أنه تأثير بالسلب أثار غيرتك تجاههن وذلك أمر وارد .
أصابك ذلك يا سيتي فلهثت وراء إثباتات زائفة فما كان إلا انهيار الكرامة وتشوه السمعة وتراجع أدائك في العمل الذي ربما يصل بك إلي فقدانه,فماذا تتوقعين من زائر منتصف العمر؟هل جاء إليك من كوكب آخر أو حط علي قلبك من السماء معلقا الأجنحة الملائكية ؟!مثله مثل معظم الرجال الشرقيين الذين يجدون متعتهم في اقتناص الفريسة إرضاء لغرورهم وإشباعا لنرجسيتهم,خمسة وأربعون عاما هو عمرك ألم تكن كفيلة بكشف الحقائق أمامك,لكنك انسقت وراء ضعفك.
والآن تودين إضافة خسارة جديدة لخسائرك وهي تركك للعمل,سيدتي في سباق الحياة ينسي الناس كل الأشياء وكل الخطايا-ربما لايفقدون الذاكرة-لكن من المؤكد أنك لن تكوني محور أحاديثهم طيلة الوقت فمن الممكن أن يأتي إسمك في جملة عابرة بين الحين والآخر حينما تحل سيرته وربما لاتحل لكنهم بالقطع ليسوا متفرغين لقصتك معه خاصة بعد نقله,ومن العجيب أنك تخشين الرجوع حفاظا علي سيرتك بينما ظللت تتوسلين إليه لئلا يتركك,فهل تخشين الرجوع لعملك حقا خوفا علي سمعتك؟!أم خجلا من وضعك أمامهم بعد أن أصبحت في نظرهم الأنثي المرفوضة المطرودة من حياة رجل فضلته علي زوجها ووالد بناتها وشريك عمرها؟عليك بمواجهة نفسك لكن في كل الأحوال لا أنصحك بترك عملك,بل عودي واثبتي للجميع أنها كانت سحابة عابرة,وسلوكك وتماسك أعصابك واتزانك في معاملاتك خاصة مع الرجال منهم سيكون له أكبر الأثر في تحسين وضعك في الفترة القادمة.
======================
إيد الحب
امتدت أيادي الحب بالمبالغ الآتية:
800 جنيه فاعل خير
500 جنيه من يدك يارب وأعطيناك
500 جنيه من يدك يارب وأعطيناك
300 جنيه من يدك يارب وأعطيناك
2000 فاعل خير
100 دولار أمريكي ش.خ
100 دولار أمريكي فاعل خير بأمريكا