قرأت إعلانا في إحدي الصحف عن فتح باب التقدم للحصول علي وحدات سكنية في مشروعشقق المستقبلالخاصة الشباب بلهفة المنتظر القيت بصري علي الشروط التي وضعتها هيئة المجتمعات العمرانية,خشية ألا تنطبق علي,لم تسعني الفرحة عندما ووجدت أنني ضمن نطاقها فأنا من سكان الإسماعيلية,أم لثلاثة أبناء بالمراحل الدراسية المختلفة,زوجي يعمل مدرسا بالصالحية,نسكن في المنزل القديم الخاص بأسرته أسقفه من جذوع الشجر,تمر علينا ليالي الشتاء عصيبة فكلما اشتدت الرياح أو هطلت الأمطار أصابنا الذعر,نبدو كاللاجئين,نبيت الليالي الممطرة مستقيظين خشية حدوث ماس كهربائي.
منعنا ضيق ذات اليد من الحصول علي سكن مناسب فكان الإعلان عن شقق المستقبل طوق النجاة لأسرتي,ومن فرط سعادتي رحت أبشر به كل من أعرفه ,اخبرت كل أقربائي بفحوي الإعلان ليتقدم من لديه مشكلة سكنية منهم للحصول علي شقة.
بدأت استيفاء الأوراق المطلوبة حتي يحين موعد تلقي الطلبات بالمجلس المحلي للمدينة,وتردد علي تلقي الطلبات بالمجلس أكثر من مرة لمعرفة المطلوب,وفي المرة الأخيرة,وعندما وقعت عين مسئولة الإسكان في المجلس علي الأوراق صاحت أمام الجميع قائلة:الورق ده متفبرك.
سألتها في دهشة:إزاي؟!
ردت:مكتوب في الأوراق أنك مواليد الشرقية,في حين تشترط هيئة المجتمعات العمرانية أن يكون الحاصل علي الشقة من سكان الإسماعيلية,كما أن زوجك يعمل في الصالحية.
منذ ذاك الوقت-مايو2007-وأنا أحاول مرارا وتكرارا أن أقنعها أنني لسوء الحظ من مواليد الهجرة,فعندما تم تهجير سكان مدن القناة بعد نكسة1967 منها,هاجر أبي وأمي وإخوتي إلي الشرقية,وشاءت الأقدار أن أولد هناك,وأعيش لبضع سنوات,عدت بعدها إلي الإسماعيلية مع عودة المهجرية,وحصلت علي الشهادة الابتدائية,والشهادة الإعدادية وشهادة دبلوم التجارة من مدارس الإسماعيلية,وذهبت للموظفة المحلة بكل هذه المستندات, لكنها لم تقتنع,بل طلبت مني شهادة مختومة بخاتم العمل الخاص بزوجي أنه يعمل بمدرسة الصالحية الجديدة وغير مقيمة بمدينة الصالحية.
جئنا لها بالأوراق,ولم نفلح في إقناعها,كل هذا بالرغم من أن طلب الحصول علي الشقة باسمي وليس باسم زوجي,لأن الشروط تنطبق علي من حيث السن الذي يجب ألا يقل عن18سنة ولا يزيد علي40سنة وأنا في أواخر الثلاثينيات من عمري,ولا أعرف لماذا تبحث الموظفة عن إثباتات خاصة بزوجي؟!
طلبت الموظفة أيضا شهادات المدارس الخاصة بالمراحل المختلفة لأبنائي,وأتيت بها,فقالت لي:
لازم الإدارة التعليمية تكتب علي الخطابات والشهادات إنها موجهة للمجلس المحلي للمدينة,ولا أعلم لماذا طلبت هذه العبارة إن كان الغرض من الشهادات التأكد فقط من إقامتنا في الإسماعيلية؟,ولماذا هذا التعسف في ممارسة خدمات جماهيرية,فكل أقربائي وإخوة زوجي حصلوا علي شقق المستقبل في نفس العام بمنتهي السهولة.كما أن الشروط تقتضي أن يكون قد مر علي إقامتي في الإسماعيلية خمس سنوات,وأنا أعيش هنا منذ ثلاثين عاما.أليس عن حقي الحصول علي شقة مثل هؤلاء الذين بشرتهم بها لمجرد التعنت والبيروقراطية غير المبررة.
المؤسف في الأمر أسلوب وطريقة المعاملة لمسئولة الإسكان التي تعاملت معي بمنتهي الصلف وألقت الأوراق في وجهي أمام الجميع واتهمتني بالتزوير بلا سند ولا تحري,وعندما حاولت الاستغاثة بمحافظ الإسماعيلية لم يمكنني مدير مكتبه من ذلك.لماذا يتحكم الروتين في مصائرنا وتأكل البيروقراطية من سنوات عمرنا,ولا ننال منها إلا بعد أن نصبح شيوخا لا نبغي من الدنيا راحة ولا متعة,فكثير من المتقدمين تعرضوا لنفس الموقف ونفس الاتهام,ورحلوا بمرارة شديدة دون رجعة,أما أنا فمازلت أحاول لأن احتياجي ملح جدا و كل ذنبي أنني كنت من المهجرين.
أضع مشكلتي بين أيديكم لعلكم تستطيعون حلها.
**اتصلتوطني بالمجلس المحلي للمدينة عن طريق مراسلنا في الإسماعيلية كمال فوزي,الذي وافانا بأن الموظفة المسئولة بالمجلس عن أمور الإسكان قالت إن كل ما ينقص صاحبة المشكلة الأوراق الخاصة بأبنائها- شهاداتهم الدراسية التي تثبت أنهم ملتحقون بالمدارس في مراحل التعليم المختلفة في محافظة الإسماعيلية,وعليها أن تقدم هذه الأوراق فقط لتحصل علي الشقة.
أكد مراسلوطنيأنه طلب أي أوراق مطبوعة تفيد بالاشتراطات التي وضعتها هيئة المجتمعات العمرانية فقالت الموظفة له إنها غير مطبوعة وهناك لجنة للفحص,بما يعني أن الأمر يخضع للتقديرات الشخصية وليس لمعايير ثابتة.
اتصلنا بصاحبة المشكلة التي نفذت ما طلب منها في اليوم التالي,وفوجئت بأن الموظفة ترجئ تقديم جميع الأوراق إلي الشهر القادم لحين إعادة فتح باب التقديم,رغم أنها طلبت الأوراق عشية هذا اليوم تحديدا.
لم يكن في وسع صاحبة المشكلة إلا أن تعيد الاتصال بـوطنيمرة أخري شاكية أحوالها.
ولصاحبة هذه المشكلة أقول:في كل مكان يوجد من يعبد الروتين,ويوجد أيضا من يخرقه وفي كل مكان أيضا توجد المجاملات والمحسوبيات التي تخترق الحديد,ويوجد أيضا الشرفاء الذين يلتزمون بالشفافية والمساواة بين المواطنين في تقديم وتيسير الخدمات لهم,لذلك عليك ألا تيأسي,وكرري المحاولة مرة أخري الشهر القادم ربما تصدق الموظفة الإسكان هذه المرة,وإذا لم تأت المحاولة بالمرجو منها سوف نصعد الأمر لمحافظ الإسماعيلية.
ردود خاصة
*إلي طالبة كلية الطب اليائسة:برجاء إعادة الاتصال بي للضرورة.
*إلي أ.ع.م: عليك إجراء المفاوضات مع الطرف الدائن,ومحاولة جدولة الدين بدلا من البحث عن مقرض آخر,لأن في البحث عن هذا المقرض ترحيل للمشكلة وليس حلا لها,لذلك أسرع بالتفاوض علي جدولة الدين قبل فوات الأوان,وحلول موعد السداد.
*إلي ن.ص.ح:الحل الوحيد لمشكلتك هو الاستمرار في المتابعة مع الطبيب المعالج فالمرض النفسي يحتاج لسنوات حتي يشفي الإنسان منه.