بعيدا عن صخب القضايا الإعلامية,وضوضاء الدراما التليفزيونية,وهموم العالم عشت لحظات نقية في حدثين شبابيين مهمين.الحدث الأول عشت مع المهندس يوسف سيدهم خبرة الإعداد للحفل الختامي لتخرج الدفعة الخامسة من التكوين الصحفي بجريدةوطني,وعايشنا بريق الحرية يشع من عيون شبابنا,وكيف أنهم شباب وشابات,من أعمار مختلفة وأديان متنوعة ومستويات اجتماعية متفاوتة,استطاعوا أن يشكلوا جسدا رسوليا وروحا ضميرته نبوية…يستطيع من يراهم علي مسرح الجيزويت أن يري ويلمس ويستنشق ويسمع أحلامهم الحرة.
علي الجانب الآخر وفي الإسكندرية,استقبلت مع الأب فرنسيس بركماير مدير مركز الجيزويت الثقافي 63 متقدما لاختيار25منهم للدفعة الرابعة للتكوين الصحفي بالإسكندرية…وعلي مدي 12ساعة من تبادل الحوار مع شباب وشابات متوسط أعمارهم 22عاما,78% إناث,22%ذكور,70%مسلمين, 30%مسيحيين,45% منهم من دارسي الإعلام,40% كليات نظرية أخري و5% طلبة وخريجين من كليات عملية…فوجئنا بمشتركات إنسانية من أبناء هذا الجيل وهي رغبتهم في التكوين الصحفي من أجل رسالة وقضية يتبنونها,وتوزعت القضايا كالتالي:40% تبنوا قضايا المرأة خاصة التحرش,15قضايا الاحتقان الطائفي,10% قضية البطالة,5% القضية الفلسطينية,5% نشر الوعي الديني,10% مكافحة الجهل والتخلف,10% قضايا اقتصادية واجتماعية متفرقة,5%محبطين ليست لهم قضايا محددة!ولكن لم يجمع هؤلاء الشباب الإيجابي علي شئ سوي في الرد علي سؤال من هو كاتبهم المفضل,وكانت الإجابة أنيس منصور,أما لماذا؟تعددت الإجابات وكلها تصب في قدرة كاتبنا الكبير علي تلبية الاحتياجات الفلسفية للشباب حول معني الحياة.
اللقاءات أدهشت الأب فرنسيس بركماير عالم الاجتماع الهولندي الذي يخدم في مصر من وجهة نظره التي تؤكد علي الإيجابية في شباب وشابات مصر.
أما سر اندهاشي من اختيار كاتبنا وفيلسوفنا العظيم أنيس منصور تكمن في بحث الشباب عن معني لحياتهم في كتابات كاتب نادر الظهور في الفضائيات,والزاهد للشهرة والسلطة…وهنا أدركت أن شبابنا رغم كل ما يشاع عنه يستطيع أن يبحث عن الحكمة بعيدا عن ثقافة السخط غير البناءة التي تكاد تسوء الإعلام المصري,أطال الله عمر أستاذ الأجيال أنيس منصور نبراسا وقدوة لأجيال عديدة مقبلة.