أريد أن اتكلم اليوم عن الحب وأشياء أخرى ..عن ذلك النوع من الحب الذي يوقد سراجه في قلبك فترى كل الدنيا والأشياء على نوره فلا تظلم أحدًا ولاتخادع ولاتختال ولاتغتاب ..هذا النوع الخفي النقي من الحب الذي يجعلك خفيفًا متسامحًا… حتى لو انجرحت، يفيض نورك على حياة كل من أحببت.. حتى من ظلمك، الحب علاج جوهري لنفسك أولا قبل أن يكون لنفوس الآخرين ..الحب يجعلك قابلا للحياة الحقيقية مع الله ومع الناس ..يجعل الحياة أقل ضراوة وأكثر جمالا واتزانًا ولو علم الملوك الجوهر النفيس فى قلوب المحبين لتقاتلوا عليه بالسيوف ..ليس بكثرة الأشياء يعيش الإنسان كما قال السيد المسيح (على إنه ماذا يستفيد الإنسان لو كسب العالم كله وخسر نفسه) حقا ..
حقا ياسيدنا الراعي الصالح لو كسب العالم كله وخسر الحب السراج المنير في قلبه الذى ينور له ظلام العالم ..يحيا الإنسان بعده كالأعمى يسير بين الناس خبط عشواء لايرتوي طمعه وجشعه أبدًا ..يود الإنسان امتلاك العالم كله، ذلك لانه ليس لديه نور داخله يبصره بالنافع لحياته الداخلية وللحياة من حوله يظن أنه بالامتلاك والاقتناء والاشتهاء قد حاز الدنيا، والحقيقه أنه كمن يشرب من بحر مالح لاينتهى عطشه أبدًا لانفذ الشراب ولاروى ..بينما الحب جدول أو نهر عذب صغير وربما قنينه عذبة صغيرة تروى العطشى ..
انت لاتحتاج أبدًا إلى كل هذا البحر المترامي جنتك في قلبك وكذلك جحيمك ..كل العذوبة كائنة في البساطة في شرب عذب الماء من ظمأ ..من الرضا الداخلي العميق الذي يملأ وجودك بالمسرات الحقيقية التي لايعرفها أهل الجشع والطمع ولن يعرفوها قط فكل ميسر لما خلق له وإنما وجد السعداء فى قلوبهم لإقامة الحجه على الأشقياء بين يدي ربي ..السعادة بسيطة من أبسط مايكون مثلما قالوا ألذ طعام بعد جوع وألذ ماء بعد ظمأ، هذا هو حاصل التجربة الإنسانية الحقيقيه أن يحصل الإنسان على حاجته فى وقتها كالطير تغدو خماصا وتعود بطانا لذا تطير وتلك هى فكره الطيران كلها هى شجاعة التوكل ونور الايمان بالحقيقه والحريه والتبرؤ مما ليس لازما ولاواجبا ولامهما ولااصيلا داخلك،
كل مازاد عن حاجتك إنما يعوقك عن الطيران وعن الحرية وعن الجمال وعن حتى المتعة الحقيقية لاتثقل قلبك ولاجسدك ولاروحك بأثقال لاتحتاجها لكي تعرف المحبة ..تخلص من كل مايثقلك لكي تطير ولكي تحب.