تعودنا منذ سنوات طويلة الاحتفال بعيد الأم كل عام يوم21مارس.بعضنا تحمس لإقامة هذا الاحتفال السنوي تكريما للأم وعطائها.والبعض الآخر طالب بأن يكون الاحتفال تحت اسم عيد الأسرة تخفيفا علي الأولاد الذين فقدوا أماتهم والاحتفال به يقلب عليهم المواجع ويجسد مشاعرهم بالقيم.ومع ذلك كان الحماس شديدا لاستمرار الاحتفال بالعيد باعتباره عيد الأم.لماذا الأم بالذات؟ولماذا لا يكون الاحتفال بالأب وتكريمه؟الأسباب كثيرة ومتعددة..أولها أن الأم في كثير من الأحيان مظلومة وحقوقها مهدرة فكثيرات من الأمهات يتعرضن للعنف والقسوة…من الزوج أحيانا ومن الأبناء وأفراد الأسرة أحيانا أخري,فلا أحد يقدر دورها وعطاءها.البعض يرون أن ما تفعله الأم من خدمة بيتها وأولادها هو واجب عليها أن تؤديه وليس تفضلا منها.والكثيرون يعتبرونها ملزمة بأن تخدم جميع أفراد الأسرة ولا يرون أن من حقها أن تفكر في نفسها أو تلتقط أنفاسها أو تسعي إلي الراحة بعض الوقت,حتي وإن كانت مريضة ولا تقدر علي المواصلة,ولا يفكرون في إرضائها بكلمة شكر أو تقدير أو اعتراف بفضلها.
لماذا الأم بالذات؟.لإن عاطفة أمومتها تفوق الحب علي أسرتها وأطفالها بلا حساب,فهي تحب بلا حدود وتعطي بسخاء بلا مقابل,وتضحي بلا من,وتداوم علي رسالتها تحت كل الظروف,وتستمر في عطائها مادام في صدرها نفس يتحرك,قلبها لا يختزن ضغينة أو كراهية لأولادها مهما قسوا عليها أو أساءوا إليها,قلبها يسامح ويغفر وينسي,إنها الإيثار والعطاء والصبر.
لماذا الأم بالذات؟لأنها هي التي تسهر وتقوم تسير علي أطراف أصابعها لتلقي نظرة علي فلذات كبدها تسقي العطشان وتضع الغطاء علي ظهر من تدحرج الغطاء من فوقه,تغلق نافذة انفتحت لتحمي طفلها من البرد,تحرم علي نفسها الزاد إذا مرض طفلها وكان في خطر,لا تهدأ ولا تنام ولا تعرف معني الراحة حتي يشفي مريضها ويسترد عافيته,تقف في شرفة منزلها تنتظر الغائب حتي يعود.
لماذا الأم بالذات؟لأنها تفني شبابها وعمرها,وتتكاثر التجاعيد علي وجهها ويشيب شعرها وتثقل خطواتها وينحني ظهرها وتستمر في دورها البطولي مهما وهنت عظامها.
لماذا الأم بالذات؟لأنه الأم…الحضن الدافئ والحنان المتدفق والعطاء الدائم والتضحية وإنكار الذات.إنها أمي,وأمك,وأم كل إنسان علي الأرض,فهل نبخل عليها بالاحتفال بعيد خاص بها يوم21مارس,ولا نخلط الأوراق.وتنتقل من العام إلي الخاص.
كل عام وأنت طيبة يا كل أم.
ليلي…