+تغيير:-
وفي أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلي القبر باكرا والظلام باق فنظرت الحجر مرفوعا عن القبر. فركضت وجاءت إلي سمعان بطرس وإلي التلميذ الآخر الذي كان يسوع يحبه وقالت لهما أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه. فخرج بطرس والتلميذ الآخر وآتيا إلي القبر(يو20:1-3) لقد كانت قيامة السيد المسيح له المجد ثورة في عالم يحتاج إلي ثورة فكرية وروحية يخرج منها إلي عالم السماويات وإلي مفاهيم راسخة تصل به إلي الأبديات لذلك سمح الرب بالتغيير في أول الأسبوع وباكرا جدا لكي يضئ بنور قيامته في الفكر المظلم الرابض عند حدود القبر واضعا في حساباته الحجر الموضوع ومن يرفعه والموت ومن له سلطان أن يخضعه كما وضح لنا الرسول قائلاآخر عدو يبطل هو الموت لأنه أخضع كل شئ تحت قدميه ولكن حينما يقول إن كل شئ قد أخضع فواضح أنه غير الذي أخضع له الكل(1كو15:26-27) ومن القيامة تغير مفهوم الموت وعرفناه أنه انتقال كما نصلي في الكنيسةليس هو موت لعبيدك بل انتقال وعرفنا أن الموت ليس هو موت الجسد بل في الحقيقة هو موت الروح والجسد معا بل الأهم في هذا التغيير أن السيد أخذا طبيعتنا الخاطئة ودفنها ليقيمنا ويردنا إلي رتبتنا الأولي مرة أخري معلنا أنه لا سلطان للموت علي أولاد الله المؤمنين باسمه بل غير حزنهم إلي فرح وابتهاج كما قال الرسول في سفر الأعمالالذي أقامه ناقضا أوجاع الموت إذ لم يكن ممكنا أن يمسك منه لأن داود يقول فيه كنت أري الرب أمامي في كل حين أنه عن يميني لكي لا أتزعزع لذلك سر قلبي وتهلل لساني حتي جسدي أيضا سيسكن علي رجاء, لأنك لن تترك نفسي في الهاوية ولاتدع قدوسك يري فسادا. عرفتني سبل الحياة وستملأني سرورا مع وجهك(أع2:24-28) فمرحبا بالتغيير إلي الأفضل ونعم التغيير الصادق الممنوح لنا.
+وتقدير:-
ما أجمل معطيات القيامة والتي تجعلنا في كل حين نفكر فيها لأنها كانت تقديرا إلهيا لجبلتنا البشرية الخاطئة فهل يوجد أعظم من أن القائم من الموت والذي تخلي عنه الجميع يبحث عن الجميع كما رأينا في السطور التي كتبها لنا البشير قائلاأما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجا تبكي وفيما هي تبكي انحنت إلي القبر. فنظرت ملاكين بثيات بيض جالسين واحدا عند الرأس والآخر عند الرجلين حيث كان جسد يسوع موضوعا فقالا لها يا امرأة لما تبكين قالت لهما إنهم أخذوا سيدي ولست أعلم أين وضعوه. ولما قالت هذا التفتت إلي الوراء فنظرت يسوع واقفا ولم تعلم أنه يسوع. قال لها يسوع يا امرأة لماذا تبكين من تطلبين فظنت تلك أنه البستاني فقالت له يا سيد إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا أخذه. قال لها يسوع يامريم فالتفت تلك وقالت له ربوني الذي تفسيره يا معلم. قال لها يسوع لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلي أبي ولكن اذهبي إلي أخوتي وقولي لهم أني أصعد(يو20:11-17) فكان هذا تقديرا لضعفها رفع لها الحجر وذلك الصعاب وأضاء القبر المظلم لكي تري أنه ليس هو ههنا كما قال الملاك ثم ترك لها المكان منيرا واللفائف مرتبة وجعل الملاك ينتظر في القبر ليبشر بقيامته ثم الأجمل في تقديره أنه أعاد للمرأة التي كانت عورة المجتمع وسببا في السقوط لآدم الأول مكانتها فكان أول لقاء بعد قيامته بها طالبا منها أن تبشر التلاميذ ثم جاء دور تقديره للإنسانية التي تخلت عنه عند الصليب وطلب اللقاء بجماعة التلاميذ ليعطيهم السلام والطمأنينة بعد أن فقدوهما وكان الخوف مسيطرا عليهم في العلية.
+وتعبير:-
لقد غيرت القيامة في الإنسانية مفاهيم كثيرة وأعطت الحرية والتقدير لها وبعد أن كانت مربوطة بسلاسل إبليس موضوعة في الجحيم فعن طريق التحرير والتغيير والتقدير انطلقت شعلة التعبير عن الفرحة التي غمرت القلب ورجعت إلي حياتنا وبأمر إلهي انطلقت الألسنة لتنطق معبرة عن الإيمان بمن جاء ليخلص ما قد هلك ومبشرة بالمسيح القائم من الأموات كما فهمت المجدلية وقال عنها لكتابفجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب وأنه قال لها هذا(يو20:18) حقا غرست القيامة في داخل كل مؤمن بها حب التعبير عنها والافتخار بها وبمن نفذ مخططها ضد إبليس لذلك يقول الرسول بطرسبل قدسوا الرب الإله في قلوبكم مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة وخوف. ولكم ضمير صالح لكي يكون الذين يشتمون سيرتكم الصالحة في المسيح يخزون في ما يفترون عليكم كفاعلي شر. لأن تألمكم إن شاءت مشيئة الله وأنتم صانعون خيرا أفضل منه وأنتم صانعون شرا. فإن المسيح أيضا تألم مرة واحدة من أجل الخطايا البار من أجل الأثمة لكي يقربنا إلي الله مماتا في الجسد ولكن محيي في الروح الذي فيه أيضا ذهب فكرز للأرواح التي في السجن(1بط3:15-19) فنعم ما تعلمه لنا الكنيسة في صلواتها عندما نقولأمين أمين أمين بموتك يارب نبشر وبقيامتك المقدسة نعترف حقيقي أنه أجمل تعبير عن أعظم تغيير وأكبر تقدير من إله عظيم لبشريتنا الساقطة الضعيفة ليعطها قوة وأبسط تعبير من البشرية هو الكرازة بالقيامة وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع زيارة ملكية…وأسرة مسيحية…وعطية سماوية.
[email protected]