أنا امرأة في الأربعينيات من عمري… لست علي قدر من الجمال لكنني حاصلة علي مؤهل عال… تزوجت منذ 15 عاما… كافحت مع زوجي الذي أحببته وشعرت أنه آخر منايا في الدنيا… ذات يوم حينما كنت صبية ارتضينا بالقليل… أنجبنا ثلاث بنات… عشنا جميعا علي حد الكفاف لكننا ما مددنا أيدينا وما وهن عزمنا في مواجهة الحياة… حتي كبر البنات… وصلني إلي المرحلة الابتدائية… صارعنا الفقر حتي فقدت الحياة مذاقها… وصار حديثنا اليومي نسيجا من التاوهات علي الحال المتعثر و الحسرة علي الغد المجهول… كفنت حبي وشبابي ودفنتهما مع بقايا الأمل المشتاق إلي مستقبل أمن… وقبلت تلك الحياة الشاقة الخالية من أي راحة…
يبدو أن من اعتاد المتاعب لن يخلو منها أبدا… كان زوجي يعمل في شركة خاصة… كان أمينا طيب القلب… لا يعرف مكائد الشياطين ولم يختبرها… لعب الشياطين الكبار في الشركة لعبتهم… واختلسوا مبالغ ضخمة… وألصقوا التهمة به… راح يدافع عن نفسه ثم انهار نفسيا تحت وطأة الظلم…
ولن أطيل الحديث فبعد أن دخلنا في معارك وقضايا ثبتت براءته… لكن بعد فوات الأوان… أصابه الإحباط… ودق المرض النفسي أبواب حياتنا… نعم بالبراءة أمام الجميع لكنه آثر أن يترك عمله فكيف سيستمر في نفس المكان الذي يذكره بالظلم والظالمين… أرداه الإحباط قعيدا في المنزل لا يغادره… وبدأت حالته النفسية تتدهور من سييء إلي أسوا… إلي أن وصلت لحالة لا يمكن احتمالها…
صار مخيفا… مخيفا جدا… خطرا إلي حد الإمساك بالسكين محاولا قتلي أو قتل إحدي البنات .. حتي إنهن جميعا اصبن بحالة من التبول اللا إرادي بسبب الفزع… لم أتخل عنه بل أرسلت البنات إلي بيت أبي العجوز المريض ليرعاهن وتفرغت أنا لرعايته ولعملي حتي نجد ما يسد قوتنا… لكن الأقدار كانت أقسي مما أتصور… فذات يوم عدت من عملي لأجده وقد ألقي بنفسه من شرفة المنزل ليضع بيده حدا لعذابه وعذابنا جميعا… وبدأت رحلة جديدة أصارع فيها من أجل بنات في عمر الزهور… ومضت الحياة ولكنها تمضي ثقيلة علي المحتاج… علي قليل الحيلة… علي امرأة تحمل مسئولية ثلاث بنات بمفردها… علي الفقراء تحت الشمس الحارقة لا الشمس الدافئة التي يهواها الجميع… احترقت ولفحتني نيران الحياة من الاحتياج وطمع الطامعين ومذلة المستكبرين… وإهانة القادرين… لكنني احتملت فمن أين لي الاختيار؟
وما أن بدأت ظروفنا تستقر وتوقف نزيف الظلم ونزيف الفقر و العوز… حتي فوجئت بنزيف من نوع آخر… نزيف حاد ومستمر لا ينقطع… ذهبت لأكثر من طبيب الكل أجمع أنني أحتاج إلي جراحة لاستئصال الرحم… لم أحزن إلا عندما علمت بتكاليف العملية التي ستصل إلي ثمانية آلاف جنيه وليس معي منها شئ… فكل ما يرزقني الله به أنفقه علي بناتي ونحيا بالكاد مستورين… طرقت أبواب الأصدقاء فلم أجد منهم من يساعدني سوي الطبيب المعالج الذي تخلي عن مقابل إجراء الجراحة تماما…
لم أجد سوي اللجوء إليكم فمن المقرر لي إجراء الجراحة نهاية أبريل الحالي… فهل لي أمل أن أحقن الدماء النازفة مني منذ أسابيع متواصلة؟
رد المحررة :
أعلم يقينا كم هي قاسية جروح المظلوم… وكم هي قاسية أنات المحتاجين… وأشعر بما تشعرين به من ألم وضيق… فشباب امرأة تبدد في صراعات الحياة… وأحمال ثقيلة تنوء بحملها الجبال… ومستقبل ما زالت معالمه غائبة ينتظر بناتك… إنها الصرخات المباحة… إنه الوجع المشروع.
لا ألومك علي إحساسك بالظلم… فمن منا لم يشعر يوما ما أنه مظلوم؟ ومن منا لم يصرخ مستغيثا بمن حوله طالبا نجدتهم؟ ومن منا يعلم الغيب وما ينويه له خيرا كان أو شرا أو جعبة من التجارب…
لكنك أيضا ذكرتي أن الاستقرار بدأ يعم بيتك وحياتك… وبوادر غياب الفقر ظهرت في الحاضر… وما تمرين به من أزمة مرضية ومالية يمر بها كثيرون ربما حالهم أكثر أمنا ماديا منك… وربما لم يكن لهم احتياج سابق مثل احتياجك, لكنهم يعانون من المرض والأزمات المالية التي تنشأ عنه… لا تخافي… أقولها وكلي ثقة… نعم لاتخافي… فمن حمي بناتك من سكين أبيهم المريض نفسيا ذات يوم قادر الآن علي حمايتك… من يسر لك الطريق لتعبرين بهن من ضيق وعسر قادر علي شفائك وتدبير احتياجك وتكلفة الجراحة… افتحي أبواب الأمل وانظري للنصف المملوء من الكوب… إن الكرب الحقيقي مر.
غرام في الوقت الضائع
وتستبيح العواطف فينا أجمل ما فينا أحيانا… وتتركنا حياري… وتتركنا حزاني… وتترك لنا الهم أحمالا وأحمالا… جاءتني الفتاة ذات العشرين من عمرها… طرق الحب بابها… لون بالربيع أيامها… فاستزادت منه… منحت قلب غض يعشق بصدق… ينبض بالأمل… لا تعرف من الدنيا سوي صوت الإخلاص قالت:أحببته ولكن… إنه أستاذي في الجامعة… أرمل… يكبرني بخمسة وعشرين عاما… لا أعرف كيف تسلل إلي الحنايا أو كيف استولي علي كياني… لا أعلم سوي أنني لا أشعر بالسعادة إلا وأنا إلي جواره… لديه من الأبناء اثنان في مثل عمري تقريبا… يود الارتباط بي لكنني أخشي أبي وأمي… أخشي حتي أن أصارحهم .. رويت لصديقتي فما جنيت منها سوي اللوم .. يلح علي كل يوم أن أصارح أسرتي حتي لا نضيع الوقت ونرتبط سريعا… يود التمهيد قبل أن يأخذ المبادرة ويفاجأ برد فعل غير محمود منهم وأنا لا أقوي علي المصارحة… وأعلم أن هناك فارقا كبيرا في السن… ولكن ما الحب بأيدينا ولا المشاعر ملكنا.
رد المحررة:
نعم الحب عاطفة تخرق الإرادة… ولكن لحين ثم يفيق المحبون ليستردون عقولهم للسيطرة علي عواطفهم وتوجيهها إلي المسار الصحيح… نعم المشاعر ليست ملكا يمكننا التحكم فيه كما نهوي أو اخضاعها لصوت الحكمة ونصح الناصحين لكن إلي حين ثم تدوي النصائح في آذننا لتخترق عقولنا وتنفذ إلي وجداننا وتوجه مشاعرنا أيضا.
وهذه هي المرحلة التي تمرين بها فما داعي للحيرة أنت الآن علي الطريق الصحيح هل تعلمين لماذا؟ لأنك خجلتي من مصارحة أسرتك… وخجلتي من لوم صديقتك… وخشيتي الرفض من أبيك وأمك… لأنك تعلمين في أعماق نفسك أن فارق السن بينكما يمثل سورا عاليا لا يمكنك القفز فوقه… فأنت في ربيع العمر وهو مقبل علي الخريف… المستقبل فاتحا ذراعاته أمامك لتجدي في الطريق رجالا كثيرين تختارين منهم من يدق قلبك له ولو بعد حين… أما هو فالمستقبل ملك ابنيه…
ما يسيطر عليك ليس بمشاعر حب و إنما مشاعر احتياج لرجل يكون إلي جوارك تشعرين معه بالأمان… احتياج لقدوة ومثل أعلي تفخرين به… احتياج لإشباع غرورك كفتاة وقع أستاذها في غرامها,… لكنه غرام الوقت الضائع… فما هو بمفتون ولا أنت بمفتونة… إنه أيضا يبحث عن احتياجه ربما وجد فيك صباه وعوضا عن الزوجة الغائبة لكنه أبدا لن يكون عوضا لك عن رفيق الحياة الذي تتمنيه… فلن يستطيع سباق العمر يا عزيزتي لن يمهله… وإذا كنتي الآن تخجلين من المصارحة أمام ذويك فماذا أنت فاعلة غدا أمام المجتمع كله إذا تزوجتما عندما تمر الأيام وتجدينه شيخا وأنت مازلتي في الثلاثينيات من عمرك وتخبو جذوة الحب وينطفيء لهيب المشاعر… ولا يتبقي سوي زوج عجوز وزوجة صبية…
تذكري أن حب اليوم غدا ننساه لكن تجربة زواج فاشلة قد تزج بك للهاوية… الوقت ملك لك لكنه فات منه فلا تدفعي عمرك كله ثمنا لقصة حب محكوم عليها بالنهاية المأساوية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
إيد الحب
امتدت أيادي الحب بالمبالغ التالية:
150 جنيها من يدك نعطي بالعريش
3500 جنيه فاعل خير
600 جنيه من يد الرب
1000 جنيه فاعل خير
1500 جنيه فاعلة خير
300 جنيه فاعل خير ببورسعيد