في خصام كثير من الأحداث المتصارعة والتي تحدث علي الأراضي الليبية بل وخارج ليبيا من أجل الوصول إلي ديسمبر القادم وهو الأمل الذي ينتظره كل الليبيين لإقرار الانتخابات العامة والاستحقاق الرئاسي من أجل أختيار رئيس ليبيا تستمر حوله الأوضاع السياسية والعسكرية. ولكن يبدوا أن هذا الأمل من الصعوبة بمكان وسط إخوان طرابلس الذين يمثلون نسبة كبيرة في ممثلي ملتقي الحوار الليبي الذين تم اختيارهم لمؤتمر جنيف والذي جاء بعد مؤتمر برلين والذي وضع فيه المسار الزمني والخطوط العريضة التي قامت عليها اختيار رئيس المجلس الرئاسي الجديد وهو محمد المنفي وتسليم السلطة من حكومة السراج إلي الحكومة الموحدة بقيادة عبدالحميد الدييبة. وكان الاختبار الأول لحكومة الدييبه والذي قام باختيار عناصر الملتقي الليبي للحوار من 75 ممثلا لمعظم الأطياف الليبية وأكثرهم من إخوان طرابلس… وترمي المحادثات بين الأطراف الليبية حاليا إلي الاتفاق علي طريقة اختيار رئيس البلاد في الانتخابات التي حدد لها 24 ديسمبر 2021 والذي لابد من وضع قاعدة دستورية تشمل كثيرا من الأهداف وهي الشروط التي يجب أن تتوافر في المرشح للرئاسة المقبلة عبر اقتراع النواب وليس عن طريق الاقتراع الشعبي المباشر. ويبدو أن الحكومة الحالية تريد أن تستمر في السلطة حيث إن معظم ممثلي ملتقي الحوار في جنيف هم من تنظيم الإخوان أدرك أن شعبيته باتت معدومة تقريبا, وأن الاقتراع المباشر من الشعب سيساهم بشكل كبير في إسقاط مرشحهم أو أي شخص يدعمونه في هذه الانتخابات. ويفتح الطريق للجنرال خليفة حفتر أو سيف الدين القذافي للترشح.
ويبدو أيضا هناك اللوبي التركي بين أعضاء الملتقي الذين وضعوا العراقيل وراء الشخصية العسكرية في شخص حفتر وإظهار كمية اختلاف وتنافر الآراء الأكثر خوفا من إجراء أي انتخابات باقتراع مباشر من الشعب بعد أن تضاءلت شعبيتهم بشكل كبير داخل ليبيا, حيث إنهم لم يمتلكوا سوي بعض الجيوب القبلية التي لا يمكن أن تؤثر في الانتخابات.. ويحضرني هنا حديث ظهر حديثا علي صفحة السوشيال ميديا للصحفي محمود المصراتي والجنرال خليفة حفتر حيث أظهر أقواله السبب الخفي وراء عدم تحريره لطرابلس وقت حصارها وهو أن تركيا أستخدمت آليات الناتو ودعم الأفريكوم في الإنزال الخلفي للقوات علي المناطق الساحلية واحتلال مناطق ضخ النفط في وقت الدخول لتحرير طرابلس وبالتالي كان هناك خيار واحد لدي قوات حفتر وهو ترك الانقضاض علي طرابلس وحماية كل المناطق النفطية الساحلية من الأتراك وأيضا بين أن الطائرات من حلف الناتو هي التي ضربت مطار الوطية. وأخذ من كل تلك التوضيحات أن هناك أذرع ظاهرة الآن تريد أن تعرقل المسار السياسي المتفق عليه في مؤتمر برلين, بل وتريد أن يستمر الحال في ليبيا علي ما هو عليه لأكبر فترة زمنية تسمح للأتراك بالتمدد.
وأسرد هنا أيضا موقف أكثر غرابة وهو هبوط طائرة حربية تقل وزير الدفاع التركي وتستقبله قوات جيش في سيارة خاصة وتذهب به إلي القاعدة التركية دون أي احترام لسيادة دولة أو حتي أحترام دبلوماسية الزيارة ولكن هذا ما يريده نظام الإخوان التركي بنفس كيفية الاستعمار للجزء الشمالي من قبرص…. وأريد هنا من ذلك هو أن الانتخابات الليبية قد لا تنعقد في وقتها وهذا ما تسعي إليه الحكومة المؤقتة الدييبة والتي يسعي اللوبي التركي تضخيم الجماعات المسلحة وتوفير تغذيتها بالمال والسلاح حتي تفاقم الأمر وتصعب تسليم السلطة بعد إجراء الانتخابات. وأعود من كل ذلك إلي أن عمق الأمن القومي المصري من الجهة الغربية تملك زمامه القاهرة تحسبا للمراوغة والأطماع التركية الساعية لاستعمار غرب ليبيا ووضع قدمها ونسيان وجودها كي يبقي الحال كما هو لعدم وجود حل سياسي… ولذا كانت للقيادة المصرية خطوط وآليات تتماشي مع مجريات الأمور في ليبيا فبدأت بالخط الأحمر الجفرة سيرت بقوات مصرية ثم تبعتها إنشاء قاعدة عسكرية بحرية ـ جوية في منطقة جرجوب غرب مطروح وعلي بعد 140كم من العاصمة الليبية تستطيع مصر من خلالها إحكام قبضتها علي زمام الأمن للجهة الغربية المصرية ويسهل الحركة الملاحية ويراقب عن كثب ألاعيب الأتراك في تهريب السلاح والمرتزقة إلي طرابلس وبل أيضا جعلت من قاعدة جرجوب قوة ردع تصل عمق ليبيا في أقل من ساعة وهذا بالإضافة إلي قاعدة محمد نجيب العسكرية الرئيسية والتي تملك زمام قوة الردع اللوجيستية لكل القوات لوقف أي تهديد من الجهة الغربية… إلي تكمله قادمة.