بعد أن أحكمت حكومة أوباما مخططها في بداية يناير 2014 وهو مفاجأة الأوبك بأن أمريكا أصبحت تنتج 11 مليون برميل وتستطيع أن تصل بمستويات الإنتاج مستقبليا إلي 14 ولديها أيضا القدرة والإفصاح عن إمكانياتها التخزينية والتي تفوق المليارات من براميل النفط مما حطم أسعار النفط ولأول مره من 70 دولارا إلي أن وصلت أقل من 70 دولارا, وظل التجاهل من أمريكا لأي تفاوض أو اتفاق مع الأوبك وذهب عصر أوباما إلي 2018 حيث الانتقال إلي عصر ترامب والذي أراد علنا أن يوضح للعرب أن أمن دول الخليج إن أرادوا لابد أن يكون مدفوع الثمن وهجمت المنشآت النفطية لأرامكو السعودية من الطائرات المسيرة الإيرانية حتي بعد ما دفعت السعودية الكثير من المليارات لشراء السلاح الأمريكي وأيضا ضخ استثمارات ولكن دون جدوي, ويبدو أن العرب ولأول مرة أرادوا أن يغيروا قوة الردع كي تحافظ علي اقتصاديات دول أوبك من خلال الاتفاق ولأول مرة مع روسيا وأول ما يسمي تحالف أوبك بلس وقامت بتخفيض سقف الإنتاج لكلا منها مليون برميل بينما خفضت المملكة والإمارات والكويت وبقية الدول إنتاجها 6 مليون برميل ليصل حجم الانخفاض 7 مليون برميل وفي تلك الأثناء تعرضت البنية التحية للتدمير في المناطق الأمريكية ونتج عنه توقف كثيرمن الحقول ومنصات الإنتاج وهنا تبدأ الأوبك والأوبك بلس في التعافي ويرتفع سعر برميل النفط ووصل إلي ما يفوق 60 دولارا حتي 70 دولارا خلال عام 2019 ولكن يظهر فيرس كورونا 2020 وكأنه طوق النجاة لعدم إحراج اقتصاد الولايات المتحدة فتتوقف الأنشطة وتمكث السيارات وتغلق الدول لتتهاوي أسعار النفط إلي سالب 1.37 دولار لأول مرة في تاريخ النفط منذ اكتشافه حتي وقتنا الحالي, ورب ضارة نافعة, حيث اعتمدت دول الأوبك طيلة حياتها علي اقتصاد نفطي ولم يكن هناك من يدعو إلي بناء اقتصاد غير نفطي ولكن استمرت دول الأوبك بفكر اقتصادي غير نفطي ونجح إغلاق كورونا بالتقشف والتوجه إلي مصادر أخري غير نفطية رفعت عوائد اقتصادها وحافظت أوبك والأوبك بلس علي انخفاض سقف الإنتاج وكذلك دعم اقتصادها من خلال أرصدتها الخارجية, ويبدو أن التطعيمات لفيروس كورونا أعطت الإنفراجة المطلوبة للاقتصاديات أن تعود وتعافت وزاد الطلب علي كميات النفط مع استمرار خفض الأوبك والأوبك بلس إنتاجها 7 مليون برميل أدي إلي ارتفاع أسعار البرميل حتي تخطت سعر الـ85 دولارا والتي أصبحت عائق لدي الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وأمريكا والتي أدي ارتفاع النفط فيها إلي زيادة أسعار الوقود في السوق الأمريكية والذي أدي إلي معاناة المواطنين الأمريكيين لتلك الأسعار مع العلم أن سعر برميل النفط العالي يخدم منتجي النفط الصخري والتي وصلت أرباحها إلي ضعفي التسعيرة, ويبدو أن لجوء الصين واليابان وأمريكا والهند إلي استخدام المخزون الاستراتيجي لديها هو آخر الحلول التي قد تدمر اقتصادهم إذا استمر هذا السعر والذي قد يؤدي إلي مظاهرات داخل أمريكا أو ضعف أنشطه التصدير الصيني والهندي ولم يكن فعل خبر ظهور متحور كورونا في جنوب أفريقيا والذي أثار الرعب مرة أخري علي العالم وتحولت دول إلي الإغلاق في بضع ساعات مما أدي إلي تأثير إجباري في انخفاض أسعار النفط في أقل من 21 ساعة بعد يومين من تصريح الرئيس الأمريكي يطالب الأوبك والأوبك بلس بزيادة الإنتاج حتي ينخفض سعر البرميل ولكن يبدو أن المخطط الثالث وهو أوميكرون متحور كورونا هو سلاح لكسر تحالف الأوبك والأوبك بلس والذهاب إلي تهاوي أسعار النفط مرة ثالثة.. وإلي تكملة قادمة.