ظل الشأن اللبناني حتي وقتنا الحالي يعاني من التشرذمات والنزاعات التي لا تعطي أملا في لم الشمل وإقامة البيت اللبناني فتارة يخرج وزير الخارجية في حكومة دياب السابقة شربل وهبة في قناة الحرة الأمريكية والناطقة باللغة العربية متهما المملكة العربية السعودية بأنها راعية لإرهاب وممولة له وقاتلة للخاشقي وتارة أخري يخرج لنا وزير حكومة ميقاتي الحالية جورج قرداحي مدافعا عن الحوثيين الشيعة واحتلالهم لأرض اليمن تحت مظلة السستانية الإيرانية واصفا إياهم بأنهم أصحاب حق ويدافعون عن أنفسهم وأن الحرب عليهم عبث من الدول العربية ولم يترك لحكومة ميقاتي إلا أن تقول أن ما صدر من قرداحي يعبر عن رأيه الشخصي وليس عن الحكومة اللبنانية وهذا يعتبر كلاما سطحيا غير مقبول لأن من يمثل الحكومة في وسائل الإعلام مجمعة ويعطي التصريحات رسميا هو الممثل الإعلامي للحكومة. وبعيدا عن أسلوب التحامل علي الشخصيات التي صرحت ووجهت كلامها علي الإعلام لمهاجمة دولة عربية معينة بعينها وهي السعودية والإمارات أليس من الحكمة أن نفهم من وراء تكسير أي روابط وعلاقات مع الداعم الرئيسة والحيوي في تاريخ الاقتصاد اللبناني منذ الثمانينات حتي وقتنا الحالي ولم يكن الضعف الذي أصاب لبنان ولا اقتصادها إلا بسبب الرقعة الشيعية التي أصابت الجسم اللبناني في جنوبها, هناك عنكبوت نسج خياطه العنكبوتية السامة في الأراضي اللبنانية خفية وليس ظاهرا في أن إيران أرادت تأسيس حزب يحظي بدعم لنشر الرقعة الشيعية في مطلع الثمانينيات من القرن العشرين وبرز هذا الحزب إلي واجهة الأحداث في لبنان أثناء احتلال إسرائيل لجنوب لبنان عام 1982 إلا أن جذوره الفكرية تعود إلي التزامه بنظرية ولاية الفقيه التي وضع أساسها آية الله الخميني بعد انتصارالثورة الإسلامية في إيران عام 1979 وأصبح ممولا ومدعوما من إيران وفي عام 1985 أعلن تأسيس حزب الله رسميا, بنشر خطاب مفتوح وصف الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بعدوي الإسلام الرئيسيين, ودعا إلي تدمير إسرائيل التي وصفها بأنها تحتل أراضي المسلمين. كما دعا الخطاب إلي تبني نظام إسلامي يقوم علي الاختيار الحر والمباشر من الجماهير, وليس علي أساس الإكراه. وبعد توقيع اتفاق الطائف عام 1989, الذي وضع نهاية للحرب الأهلية في لبنان, وطالب بنزع السلاح عن الميليشيات, اتجه حزب الله لإعادة تقديم جناحه العسكري علي أنه قوة مقاومة إسلامية تهدف إلي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للبلاد, ما سمح له بالإبقاء علي تسليحه وبعد أن فرض الجيش السوري التهدئة ووقف الاقتتال في لبنان عام 1990 واصل حزب الله حرب العصابات في جنوب لبنان ضد القوات الإسرائيلية, كما دشن وجوده في الحياة السياسية اللبنانية. وفي عام 1992 استطاع حزب الله المشاركة في الانتخابات العامة في البلاد لأول مرة.
ولم يترك حزب الله وبتصريحاته العنترية من منصة الجنوب اللبناني التي تبعث بالكيل والويل والثبور إلي كل دول العالم ولدي منصبة نصر الله مراتب للأهداف التي يسعي إلي تدميرها تماشيا مع أوامر الفقيه الإيراني حيث تقع الدول العربية كلها ما عدا النظام السوري الداعم له في مرمي نيرانه الأول ولم تكن إسرائيل وأمريكا كما يزعم فمجالات التعاون الإسرائيلي الأمريكي الخفية لا يعلمها الكثير وتدوير القضايا ظاهر أيا ما هو إلا تمثيلية تدرج علي المسرح العالمي لتثبيتها. ولم يترك حزب الله شبرا أو مؤسسة داخل الأراضي اللبنانية إلا وجعلها في أنبوب اتصال وبدأت الأموال التي تصل إلي الحزب أدوات تجارة واستثمار واستخدام للصفقات وتجارة ومخدرات وسلاح تجوب القارتين الآسيوية والأفريقية ولم يترك نصر الله النظام المالي اللبناني إلا وتدخل لتكسير الليرة اللبنانية من خلال شركات الصرافة التي يمتلكها حزب الله والأشخاص الذين يعملون في البنوك وكذلك المركزي اللبناني حيث يلعب غسيل الأموال الدور الأساسي في التخبطات التي جعلت لبنان عاجزة عن دفع اقساط القروض من صندوق النقد ومن المؤسسات الدولية وما أن تخرج لبنان من أزمتها تجد التصريحات من الجنوب اللبنانية تهدد الدول والشخصيات وتغتال أبناء اللبنانيين من الصحفيين والكتاب والقادة بل والرؤساء وعلي رأسهم كان رفيق الحريري هؤلاء الذين ينصحون بلفظ هذا الجزء الإرهابي الأسود الغريب من الجسم اللبناني. وعلي هذا يظهر كل يوم كسر للروابط والدول الداعمة للبنان وقد تكون أدوات تكسير الاقتصاد اللبناني واضحة من وسائل حزب الله مثال انفجار مرفأ بيروت بسبب المواد الكيمائية المتفجرة والتي يخزنها حزب الله في أماكن غير معلومة وغير مصرح بها بأصابع وأيدي خفية داخل ميناء بيروت والتي لم نعرفها إلا بعد هذاالانفجار الذي أطاح بلبنان وأشجار الأرز بها والبيوت التي تعد تراثها إلي الخراب والدمار ولم يكن أيضا أبواق وهبة وقرداحي إلا الرسائل التي يسعي إليها حزب الله لزيادة العزلة الاقتصادية للبنان كي تفقد الدعم والسند من الجسم العربي حتي تصبح لبنان ضعيفة ومفلسة اقتصاديا وتبقي دولة مرهونة ومستعمرة من جماعة الإرهاب الشيعي لحزب الله. ومن هنا أسجل رسائل إلي كل الدول العربية حكاما وشعوبا تذكروا البقعة الجميلة اللبنانية والشعب الطيب الذي احتله أذناب الشيعة ولا تتركوها هكذا لابد من دور عربي موحد يستطيع أن يقيم بنود الجامعة العربية وتحقيق الدرع العسكري والتكتل الاقتصادي الداعم للدول العربية التي تسقط الواحدة تلو الأخري, نريد جمال عبدالناصر كي يكمل مسيرة القومية العربية وأقول للشعب اللبناني الطيب والذي يزخر بأبنائه في العالم كله لابد من انتفاضة بداخلكم كي تلفظوا هذا الجسم الإرهابي الأسود والذي لابد من بتره بأيدي اللبنانيين أنفسهم حتي تعود لبنان الوطن والشقيقة إلي الحضن العربي وإلي تكملة قادمة.