من الأزل وبوابات الوطن مصر مفتوحة تستقبل كل من يلجأ إليها بل ويحتضن شعبها الغريب والقريب ويذوب بين أفرادها يتمتع بما يتمتع به المواطن المصري من مأكل ومشرب ومسكن وملبس ولن نجد في تاريخ الأمم ما تفعله الدولة المصرية من رعاية واهتمام واحترام للإنسانية كما تفعل مصر لأي غريب يلجأ إلي أراضيها من دعم من مواطنيها وتفاعل ومساعدة من حكومتها لدعم اللاجئين باستثنائهم من المصروفات الدراسية والرسوم الضريبية وتقديم المساعدات الاجتماعية لهم, ولدي الدولة المصرية لاجئون من كل من الصومال والسودان وجنوب السودان وتنزانيا وإريتريا وإثيوبيا واليمن والعراق وليبيا وسوريا, ويصل عدد اللاجئين الأجانب أي من ليسوا حاملي الجنسية المصرية إلي 6.5مليون مواطن متعايشين بين الشعب المصري شمالا وجنوبا وشرقا وغربا يتنقلون بين المحافظات المصرية وشوارعها مثلهم مثل المصريين دون مضايقة أو خوف أو تهديد وتمثل شريحة السوريين الذين انتشروا في معظم محافظات مصر كاللاجئين حوالي 4.2مليون بنسبة 62% منذ أن بدأت هجرة السوريين2013 حتي وقتنا الحالي لم نجد أي بيان من القيادة السياسية يميز أو يشير أو يظهر أي عبء أو عنصرية تجاه هؤلاء اللاجئين ولم يصدر أي منشور أو قرار حكومي أو أمني أو سياسي يمنع ممارسة السوريين أو العراقيين أو اليمنيين أو أي جنسية من حق التجارة أو العمل أو السكن أو الشراء أو البيع, بينما نجد أن موضوع اللاجئين في أي دولة أخري له كثير من الحسابات سواء أن يعزل اللاجئون في أماكن لمعسكرات الإيواء أو تحدد أماكنهم في أحياء بعيدة عن مواطنيهم ويتم إلحاقهم بمدارس مخصصة لهم وعدد أماكن محددة في جامعات معينة ولا يحق لهم التجارة أو الشراء والبيع أو حتي امتلاك محلات أو شركات طبقا لقوانين تلك الدول وتعتبر تركيا ونظامها الابتزازي والذي عقد صفقات مع الاتحاد الأوروبي لاستقبال اللاجئين السوريين في أراضيها وتخفيف عبء الهجرة إلي بقية أوروبا وجمع النظام التركي أكثر من 50 مليار يورو ابتزاز من الدول الأوربية بعد تخويفهم من هجمة السوريين غير الشرعية لتلك الدول من آن إلي آخر ظهر ملف اللاجئين السوريين كي يجمع التبرعات من دول العالم وإلا يهدد بطردهم من الأراضي التركية.
وعلي الصعيد الآخر تجد أن الأتراك عزلوا تماما اللاجئين السوريين في معسكرات إيواء علي الحدود وتقدم لهم المعونات من خلال هيئة المعونة للأمم المتحدة وتشمل تلك المعسكرات مخيمات غير آدمية لا تقيهم ثلج الشتاء أو تهوية حرارة الصيف وانتشرت الأمراض بينهم والكثير منهم بحث عن أعمال منهم في نظافة الشوارع وعمال صرف صحي وعمال إنشاءات وعمال رصف طرق وتعتبر أجورهم لا تساوي 10/1 من أجور العمال الأتراك والبعض منهم رأي أن السبيل للخروج من هذه العنصرية هو الانصياع إلي تجنيد المرتزقة الذين وعدوا بإعطائهم الجنسية التركية وكذلك مرتب مغر يصل إلي حوالي 2000 دولار وهولاء يذهبون إلي ليبيا وإلي شمال سوريا وإلي العراق والبعض منهم في أذربيجان ومن الناحية الأخري نجد أن هناك مجموعة من السوريين لديهم أموال ساعدتهم في شراء منازل ومحلات للتجارة وبلغ عدد اللاجئين السوريين في تركيا حوالي 2.4 مليون مواطن, وحديثا ظهرت هجمة شرسة علي السوريين في كل ربوع تركيا عندما اشتبك مجموعة من الشبان الأتراك مع السوريين إثر مقتل شاب تركي مما أدي إلي انتشار التدمير والحرق والضرب بل والقتل عندما أطلق شرطي تركي النار علي شاب سوري لم يتوقف للتفتيش وتنتقل كل يوم عن يوم الحرق والضرب والتدمير من أنقرة إلي كل المدن الأخري ولم تخرج القيادة السياسية للنظام التركي كي تمنع التهديد والتدمير وتأمن السوريين بل التزمت الصمت التام وتركت أيضا المساحة أمام المعارضة التركية كي تجعل أهم قضاياها الانتخابية في الشارع التركي هو طرد السوريين من الأراضي التركية حيث إنها تعلن بوضوح أن طردهم مطلب شعبي من كل أطياف الشعب بسبب شغلهم لمعظم الوظائف وأنهم حرموا كثيرين من وظائفهم بسبب تدني أجور السوريين, ومن هنا أقول لكي الله يا مصر من يدخل من بابك يأمن علي ماله وعرضه ويعيش هانئ النفس ومطمئن البال فقد أبدله الله وطنا وشعبا من يعيش فيه لا يتركه أبدا.. وإلي لقاء آخر قادم.