ثم نسألكم أيها الإخوة أن تعرفوا الذين يتعبون بينكم ويدبرونكم في الرب وينذرونكم, وأن تعتبروهم كثيرا جدا في المحبة من أجل عملهم. سالموا بعضكم بعضا. ونطلب إليكم أيها الإخوة: أنذروا الذين بلا ترتيب. شجعوا صغار النفوس, أسندوا الضعفاء. تأنوا علي الجميع. انظروا أن لا يجازي أحد أحدا عن شر بشر, بل كل حين اتبعوا الخير بعضكم لبعض وللجميع. افرحوا كل حين. صلوا بلا انقطاع. اشكروا في كل شيء, لأن هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم. لا تطفئوا الروح. لا تحتقروا النبوات. امتحنوا كل شيء. تمسكوا بالحسن. امتنعوا عن كل شبه شر
(الرسالة الأولي إلي تسالونيكي 5:12-22)
شجعوا صغار النفوس
لكل إنسان أربعة أنواع من الاحتياجات:
* الاحتياجات الجسدية: وتشمل المأكل والملبس والمسكن و… إلخ.
* الاحتياجات النفسية: كالحب والحرية والتقدير والأمان والتشجيع.
* الاحتياجات العقلية: مثل العلم والمعرفة والاستطلاع والتجوال.
* الاحتياجات الروحية: كاحتياج الإنسان إلي الله الخالق وإلي من يغفر له خطيته وإلي الخلود أو ما نسميه الحياة الأبدية.
أهمية التشجيع:
1- تقديم الدعم والثقة والأمل في النفوس.
2- هو مثل الوقود اللازم لإدارة محرك السيارة.
3- تأثير الكلمات قوي جدا فيمكنها أن تبني أو أن تدمر, فالكلمات التي نتفوه بها لها قدرة, إما أن تجرح أو أن تشفي الموت والحياة في يد اللسان, وأحباؤه يأكلون ثمره (أم18:21).
4- كلمات التشجيع تجعل الناس يشعرون بالرضا, وتساعدهم علي استعادة الثقة بأنفسهم.
5- الكلمات المشجعة ترفع الروح المعنوية وتطمئن النفس وتجعل الشخص يشعر دائما بأنه أفضل من ذي قبل.
6- كلمة واحدة قد تفتح أبوابا, وقد تغلق أبوابا.. كلمة واحدة قد تنشئ وتبني علاقات.
من هم صغار النفوس؟
عندما نقرأ وصية شجعوا صغار النفوس (1تس5:14) فإن أول سؤال يتبادر إلي أذهاننا: من هم صغار النفوس؟ وسنتكلم هنا عن سبعة أنواع من صغار النفوس, وهم:
1- صغار السن:
صغار السن أو الأطفال يمكن تشجيعهم علي أبسط الأشياء, وتشجيع الطفل الصغير احتياج يساوي احتياجه للطعام والشراب, وأحيانا يفوق الاحتياج للطعام والشراب, خصوصا عند الأطفال!!
هناك قصة لطيفة عن طفل بدأ أبوه يعلمه الصلاة, فقال الأب لابنه ردد ورائي هذه الصلاة: أبانا الذي في السموات, فردد الطفل هذه العبارة ولكنه أخطأ في النطق, وقال: أبانا الذي في السنوات, فكان أمام هذا الأب أحد اختيارين, إما أن يعنف ابنه علي هذا الخطأ في النطق السنوات, أو أن يلاطفه ويقول له: ردد ورائي مرة أخري هذه العبارة, ويردد الأب الجملة مرة ثانية مع توضيح كلمة السموات, وبالطبع الاختيار الأفضل هو تشجيع الطفل علي النطق السليم عن طريق ترديد العبارة مرات ومرات حتي يستطيع الابن النطق بطريقة سليمة, وذلك بدون أي نوع من التوبيخ أو الانتهار.
2- صغار المكان:
يسمونهم علماء الاجتماع الذين بلا صوت أو المهمشين مثل الفقراء والمعدمين أو كما يطلق عليهم أحيانا في كتب الأمم المتحدة الذين يعيشون علي حافة الحياة.
3- صغار القامة النفسية:
ليس المقصود هنا القامة الجسدية, فقد يكون إنسان له قامة جسدية عالية, ولكن قامته النفسية صغيرة جدا!! ويظهر ذلك في سرعة الغضب, أو الحساسية العالية من أبسط الكلمات, وصغار القامة النفسية نستطيع أن نصفهم بأنهم ذو نفسيات هشة.
4- صغار القامة الجسدية:
بمعني الذين صحتهم الجسدية ليست في تمامها, مثل ذوي الاحتياجات الخاصة فهم يحتاجون إلي تشجيع خاص, وقد رأيت قريبا فيلما عن فتاة معاقة إعاقة كاملة, وقد بدأت أن تتحرك بعض خطوات قليلة بمساعدة أجهزة كثيرة, فقام الجميع بالتصفيق لها وتشجيعها, ونتيجة لذلك وجدوها ترفع يدها لتحييهم, وكان هذا بمثابة إنجاز عظيم باعتبار أن هذه الفتاة كانت لا تستطيع تحريك يديها قبل هذا الوقت وهذا ما يفعله التشجيع.
5- صغار الروح:
هم الذين لهم إيمان ضعيف أو إيمان مهتز, ومثل هذا الإنسان الصغير الروح قد يتناسي كثيرا أن الله هو الذي يدبر هذه الحياة, وأنه هو صاحب هذا الكون, وهو ضابط الكل.
لذلك إن حدث لمثل هذا الإنسان أي مكروه فإنه يهتز نفسيا جدا وهذا الاهتزاز النفسي قد يصل أحيانا إلي ترك الإيمان!!
6- صغار العزيمة:
مثل الشخص قليل الحيلة ويندرج تحت هذا النوع الإنسان الواقع في الخطية ولا يستطيع القيام منها حتي إن تقدم أحد لمساعدته!!
وصغار العزيمة مثل الخطاة والساقطين يحتاجون منا إلي نوع من التقوية, لذلك نصلي في القداس ونقول: الساقطين أقمهم والقيام ثبتهم, فالإنسان الخاطئ لا يجب إدانته لأنه هكذا علمنا السيد المسيح حين قال: لأني لم ات لأدعو أبرارا بل خطاة إلي التوبة (مت9:13), وكأنه يقول: لقد أتيت إلي العالم لكي ما آخذ بيد الخاطئ, ومن يقرأ في سفر إشعياء النبي, يجد هذا التعبير الجميل: ومازالت يده ممدودة بعد (إش10:4), وهذه الآية تعتبر نبوة عن الصليب, ويد السيد المسيح التي مازالت ممدودة علي الصليب, لكي ما تقيم كل خاطئ أو ساقط.
7- صغار الإمكانيات:
أي الشخص الذي ليس لديه أية إمكانيات عقلية, مادية, علمية, نفسية..إلخ.
هذه هي سبعة أنواع لمن تسميهم الآية صغار النفوس, وهم متواجدون في كل مجتمع, وقد نتقابل معهم في الخدمة, في العمل, في البيت.. إلخ, ويعيشون مع بعض الأسر, وقد يكون صغير النفس هذا هو الزوج أو الزوجة, أو الأخ أو الابن أو الابنة أو… إلخ, لذلك أوصانا الكتاب المقدس أن نعيش وصية: شجعوا صغار النفوس.