من أجمل الكلمات التي يمكن للإنسان أن يخاطب بها الله هي نشكرك. وحسب تقليد كنيستنا, فإن هذه العبارة هي المقدمة التعبدية التي نفتتح بها صلواتنا في كل المناسبات, بعد أن نتلو الصلاة الربانية.
أولا: في العهد القديم
+ شفقة الله علي المساكين والفقراء, ونجدها كثيرا في الكتاب المقدس, فهو يشفق علي المسكين والبائس, كما يقول الكتاب: لأنه ينجي الفقير المستغيث, والمسكين إذ لا معين له. يشفق علي المسكين والبائس, ويخلص أنفس الفقراء (مز72:12-13).
ويشفق أيضا علي الغريب واليتيم والضيف, كما يعلمنا الكتاب قائلا: الصانع حق اليتيم والأرملة, والمحب الغريب ليعطيه طعاما ولباسا. فأحبوا الغريب لأنكم كنتم غرباء.. (تث10:18-19), فشفقة الله لا نستطيع أن نتكلم عليها, أو نصفها بتمام الوصف.
+ شفقة الله علي حزقيا الملك, فقد كان حزقيا ملكا صالحا, وفي أحد الأيام قال له إشعياء النبي, الرب يقول إنك تموت ولا تعيش!! هكذا يقول الرب: أوص بيتك لأنك تموت ولا تعيش (إش38:1), فبكي حزقيا وصلي إلي الرب قائلا: آه يارب, اذكر كيف سرت أمامك بالأمانة وبقلب سليم, وفعلت الحسن في عينيك (2مل20:3). فاستجاب الله لصلاته, ولم يخرج إشعياء من المدينة حتي أمره الرب أن يعود للملك حزقيا مرة أخري, ويقول له: هكذا قال الرب إله داود أبيك: قد سمعت صلاتك. قد رأيت دموعك. هأنذا أشفيك. في اليوم الثالث تصعد إلي بيت الرب. وأزيد علي أيامك خمس عشرة سنة (2مل20:5-6).
ثانيا: في العهد الجديد:
+ شفقة الله علي الأعميين, لقد تقابل السيد المسيح معهما, وهو في الطريق خارجا من أريحا, فصرخا قائلين: ارحمنا يا سيد يا ابن داود!! فأشفق الرب عليهما, كما يقول الكتاب: فتحنن يسوع ولمس أعينهما فللوقت أبصرت أعينهما فتبعاه (مت20:34).
+ شفقة الله علي المرأة الكنعانية, التي كانت تصرخ قائلة: ارحمني يا سيد, يا ابن داود! ابنتي مجنونة جدا (مت15:22), وهنا أدخلها السيد المسيح في امتحان صعب جدا, فقال لها: ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويلقي للكلاب!! ولكن هذه المرأة الكنعانية في إيمان ثابت, أجابته قائلة: نعم, يا سيد! والكلاب أيضا تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها! (مت15:27), فنظر إليها السيد المسيح وقال لها: يا امرأة, عظيم إيمانك! ليكن لك كما تريدين. فشفيت ابنتها من تلك الساعة (مت15:28), لقد تحنن الله عليها وشفي ابنتها.
+ شفقة الله علي الأبرص, يقول الكتاب: وإذا أبرص قد جاء وسجد له قائلا: يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني. فمد يسوع يده ولمسه قائلا: أريد, فأطهر! (مت8:2-3), لقد تحنن الله علي هذا الأبرص وطهره من برصه.
+ شفقة الله علي أرملة نايين, فقد أقام لهذه الأرملة ابنها الوحيد, كما يقول الكتاب: فلما رأها الرب تحنن عليها, وقال لها: لا تبكي. ثم تقدم ولمس النعش, فوقف الحاملون. فقال: أيها الشاب, لك أقول: قم!. فجلس الميت وابتدأ يتكلم, فدفعه إلي أمه (لو7:13-15).
+ شفقة الله علي الجموع. إن سبب هذه المعجزة هو شفقة الله علي جموع الشعب المجتمعة لسماع تعاليمه, فيقول الكتاب: وأما يسوع فدعا تلاميذه وقال: إني أشفق علي الجمع, لأن الآن لهم ثلاثة أيام يمكثون معي وليس لهم ما يأكلون. ولست أريد أن أصرفهم صائمين لئلا يخوروا في الطريق (مت15:32).
+ شفقة الله علي الحيوان, والجميل هنا أن شفقة الله وحنانه ليست علي البشر فقط, ولكنها علي الحيوان أيضا, فيقول الكتاب: لا تحرث علي ثور وحمار معا (تث22:10), لأن الثور أقوي من الحمار, وهذا يسبب تعبا وألما للحمار!!
وأيضا يقول: لا تطبخ جديا بلبن أمه (تث14:!2), وهناك مواقف أخري كثيرة, فمن خلال الكتاب المقدس خرجت ما يسمي بجمعية الرفق بالحيوان, وأيضا جمعيات حقوق الإنسان هي شكل من أشكال الرحمة.
+ شفقة الله علي الطيور, فيقول الكتاب: المعطي للبهائم طعامها, لفراخ الغربان التي تصرخ (مز147:9), فراخ الغربان أي الأولاد الصغار للغربان, وهي تتميز باللون الأبيض في أيامها الأول, وهذا يجعل الغراب الأب, يخاف من أولاده ويهرب ويتركهم!!
ويقال إن هذه الغربان الصغيرة عندما تترك وحيدة, ترفع أفواهها إلي السماء وتصرخ, وكأنها تطلب من الله إطعامها!! وبالفعل يرسل لها الله بعض الحشرات الصغيرة التي تشبعها, ومع الوقت يبدأ لونها الأبيض في التحول إلي اللون الرمادي الغامق, وهنا يعود الغراب الأب إلي أولاده ويكمل رعايته لهم!!