أنطون سيدهم .. ومشوار وطني
أنطون سيدهم .. والسياسة الداخلية
أعطي الدستور لجميع المواطنين, ما عدا فاقدي الأهلية حق الانتخاب, أي الإدلاء بأصواتهم في اختيار ممثليهم في المجالس الشعبية سواء كانت انتخاب أعضاء مجلس الشعب أو مجلس الشوري أو المجالس المحلية بمختلف درجاتها.
كما أن لهم الحق بالإدلاء بأصواتهم في انتخاب رئيس الجمهورية, وكذا في كل ما يعن للسيد رئيس الجمهورية طرحه للاستفتاء في الحالات التي نص عليها الدستور, أو في كل ما يريد سيادته أن يأخذ رأي الشعب فيه. هذا الحق المهم جدا هو أساس الديمقراطية وأحد بنودها الرئيسية, إذ بذلك يكون للشعب الحق في حكم بلده عن طريق اختيار ممثليه الذين يؤيدون الحكومة التي يريدها الشعب أو يسقطونها عندما يجدون أنها قد خرجت عن الطريق الذي فيه مصلحة الشعب الذي يمثلونه, كما أن لهؤلاء النواب الحق في مناقشة الحكومة في سياستها سواء في النواحي السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية التي تعرض عليهم سنويا وفي أول كل دورة لاجتماعاتهم, كما أن لهم الحق في مناقشة الموازنة السنوية في بداية كل سنة, وكذا مناقشة الحساب الختامي في آخر كل عام.
إن هذا الحق وهو حق اشتراك الشعب في الحكم يجب أن نتمسك به بكل قوانا ونعض عليه بنواجذنا, هذا الحق الذي كافح آباؤنا وأجدادنا من أجله منذ أواخر القرن التاسع عشر, والذي تحارب من أجله الشعوب في مختلف الأقطار لتصل إلي الاشتراك الفعلي في حكم بلادهم, فإذا كان هذا الحق بهذه الأهمية, فإنه علينا واجب وطني عظيم الأهمية وهو ألا نكون سلبيين, وأن نترك هذه السلبية التي سيطرت علينا منذ بداية الحكم الشمولي البغيض لا أعاده الله وأن نسارع إلي الإدلاء بأصواتنا في كل انتخاب يتم.
إن حق استخدام المواطن صوته في عملية الانتخاب ترتبط بضرورة أن يكون حاصلا علي البطاقة الانتخابية, ومقيدا في جداول الانتخاب في الدائرة التي يقطنها, ولهذا يجب أن يسارع كل منها للتأكد من قيد اسمه في جداول الانتخاب, أما الذين لم يقيدوا بهذه الجداول فعليهم أن يقدموا الأوراق اللازمة للموظف المختص لقيد أسمائهم كناخبين جدد واستلام بطاقاتهم. وقد نشرنا في الصفحة الأولي من هذا العدد بيانا بالأوراق الواجب تقديمها لقيد أسماء الناخبين, وسنعيد نشره طوال شهر ديسمبر, وهو الشهر الذي نص عليه القانون لمراجعة كشوف الناخبين, وقيد أسماء الجدد منهم.
إن حق اشتراك المواطن في تحديد مسار وطنه سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا لشيء مهم جدا يجب علي كل مواطن أن يمسك بتلابيب هذا الحق ولا يتخلي عنه بتاتا, وذلك بحصوله علي التذكرة الانتخابية ومن ثم الإدلاء بصوته في كل وقت يطلب منه ذلك وبهذا فنحن نبدأ المسيرة الصحيحة في الطريق الحقيقي لتقدم بلادنا وازدهارها في جميع النواحي.
لقد كفي الأقباط ما اتهموا به في السنوات الأخيرة من أنهم مواطنون سلبيون تقاعسوا عن القيام بواجبهم نحو وطنهم, وهو اتهام خطير فيه كثير من الحقيقة, بل كل الحقيقة, فيا أيها الإخوة أفيقوا من سلبيتكم واستهتاركم بهذا الحق المهم والواجب والخطير وتوجهوا إلي مقار قيد الناخبين بأقسام الشرطة وقدموا الطلبات والمستندات التي تلزم لقيد أسمائكم في قوائم الانتخاب. وترددوا علي القسم للحصول علي بطاقاتكم, وإذا تأخر الموظفون عن تسليمكم إياها فقدموا شكواكم إلي مأمور القسم قبل العشرة أيام الأخيرة من شهر ديسمبر, فإذا لم تصحح الأوضاع أو حدثت مماطلة اكتبوا لنا بما تم فورا واذكروا أسماءهم وعناوينكم لنثير هذا الموضوع.
هذا وأرجو أن يكون موضوع القيد شاغلكم في هذا الشهر.