تحتفل كنيستنا القبطية الأرثوذكسية اليوم بالأحد السادس من آحاد الصوم المقدس وهو المعروف بأحد التناصير, وبهذه المناسبة أنشر تصويرة لتحفة أثرية تؤرخ بالقرن السابع مأخوذة من دير الأنبا أبوللو بمدينة باويط التي تبعد عن أسيوط بحوالي ستين كيلو مترا, هذه التحفة مصنوعة من الرخام تسودها زخرفة شبيهة بزخارف السلال المجدولة. وقد برع الفنان في نحت شجرة الحياة علي الجوانب الأربعة وهي المعروفة بشجرة الهوما في الفن الساساني.
هذه التحفة عبارة عن كتلة مجوفة أو إناء مفرغ يوجد بأسفله فتحة جانبية لتصريف المياه مما يؤكد أنها كانت تستخدم كوعاء أو جرن للمعمودية.
في هذه المناسبة تجدر الإشارة إلي أن العهد القديم لم يخل من الإشارة إلي سر المعمودية فقد كان عبور البحر الأحمر رمزا صريحا لهذا الأمر.
أذكر أيضا أن الماء عنصر واضح ومشترك في معظم أحداث الصوم الكبير, فقد كانت توبة المرأة السامرية عند ماء البئر, كذلك مريض بيت حسدا كان بالقرب من بركة ماء, أيضا في مثل هذا اليوم أحد التناصير كان فتح أعين الأعمي بعد طاعته للسيد المسيح له المجد وإغتساله في بركة سلوام يتوج هذا كله ماء المعمودية المقدسة أول الأسرار الكنسية السبعة.
فيما بعد تم استخدام هذا الوعاء كتاج عامود كأثرهام ضمن مجموعات آثار العصر القبطي المسجلة بسجلات المجلس الأعلي للآثار.