وأما الرب فأعد حوتا عظيما ليبتلع يونان… وأمر الرب الحوت فقذف يونان إلي البر(يو1:2,17:10)
لماذا نطوبك أيها الحوت؟!! لقد شرفت بتكليفك بهذه المهمة من الله, فقد كان في مقدوره أن يكلف كائنا آخر أيا كان بأن يبتلع يونان فهو سيد كل الخليقة وله السلطان علي جميعها, ولكن اختصك أنت بهذا الأمر, فأنت تستحق التطويب.
طوباك لأنك احتويت نبيا عظيما في جوفك, طوباك أيضا لأنك كنت طائعا لإلهك حينما أمرك أن تقذف يونان إلي البر.
أنه ليس غريبا أن يتسع جوف الحوت ليحتوي يونان, فقد ذكرت الأبحاث أن بعض الحيتان يتسع جوفها ليعادل في مساحته حجرة كبيرة, وكان من الممكن أن يحتوي أهل السفينة ولكن لابد أن يتم المكتوب.
وأنت يا يونان كيف كان شعورك في بطن الحوت؟!! من المتوقع أنها كانت فترة خلوة لتجلس فيها مع نفسك متأملا طاعة الحوت لأمر الرب مثالا لك يحتذي به في إتمام الرسالة التي ألقيت علي عاتقك للذهاب إلي مدينة نينوي وافتقادها.
وهنا قدمت صلاتك إلي الرب في توبة عن عدم طاعتك في بداية الأمر وهي أيضا صلوات ممزوجة بالإيمان في استجابتها, وليس أدل علي ذلك من أنك وأنت بعد في بطن الحوت تهتفدعوت من ضيقي الرب فاستجابني(يو2:2), وبعد خروجك ذهبت في طاعة كاملة إلي المدينة مناديا لأهلها ن يرجعوا عن طريق الشر, وقد حدث وقبل الله توبتهم ومذلهم وأصوامهم, عمل فصح يونان الخميس الماضي بعد صوم ثلاثة أيام.
التصويرة المنشورة من مخطوط يؤرخ بالقرن الثالث عشر بمكتبة دير الأنبا أنطونيوس.
e.mail:[email protected]