يا والدة الإله العذراء أنت هي سور خلاصنا ابطلي مشورة المعاندين.. وحصني مدينتنا وتشفعي عن سلام العالم (عن صلاة نصف الليل)
معذرة عزيزي القارئ عن تأخير النشر في هذا الموضوع الذي صاحبه الجدل من الكثيرون, في مثل هذا اليوم الأحد الأسبق الموافق الحادي والعشرين من الشهر القبطي طوبة حل تذكار نياحة القديسة مريم العذراء, وهنا قد يتساءل الكثيرين إذا كان الأمر هكذا فلماذا نحتفل بهذا التذكار في السادس عشر من شهر مسري؟!!
الواقع أن نياحتها كانت بالفعل في الحادي والعشرين من شهر طوبة يؤكد ذلك ما رآه توما الرسول قادما إلي أورشليم عائدا من رحلته التبشيرية, فقد عاين جوقة من الملائكة حاملين هذا الجسد الطاهر وإذا بأحدهم يدعوه قائلا تقدم لكي تنال بركة العذراء والدة الإله.
وتنطوي الأيام والشهور ويعود إلي رفقائه بقية التلاميذ الذين أخبروه بنياحتها, وإذ أراد أن يقنعهم بما رآه رافقهم إلي القبر فوجدوه فارغا, وهنا أخبرهم بصعود جسدها الطاهر, نعم وكيف لا؟؟ فإن الجسد الذي حمل في أحشائه الله الكلمة المتجسد لا يبقي علي الأرض.
حينذاك اشتهي التلاميذ أن يعانوا منظر الصعود, فصاموا خمسة عشر يوما متضرعين إلي الله أن يروا ما رآه توما, فاستجابت السماء وأعلنت لهم هذه الرؤيا التي نحتفل بها في السادس عشر من شهر مسري.
ويذكر تقليد كنيستنا القبطية أنها توسلت إلي ابنها الحبيب ألا تري لحظة الموتمفارقة النفس للجسد فأخبرها أنه لابد أن يكون لئلا يشك في طبيعتها البشرية وطمأنها أنه سيكون معها في هذه اللحظة.
وهذا ما وضحه الفنان القبطي في تلك التصويرة الأثرية النادرة.
e.mail:[email protected]