عُرفت الشائعات في أول التاريخ و أخذت تتطور وتتبلور حسب العصر الذي رُوجت فيه، إلى أن وصلت إلى ذروتها مع قيام الصراع في الحربين العالميتين الأولى والثانية، فأصبحت علما قائماً بذاته يتم تدريسه في الكليات الجامعية والأمنية على حد سواء.
ومما لا شك فيه أننا اليوم في زمن السرعة والإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعى ونتعرض يوميا لكم هائل من المعلومات والأخبار التي أغلبنا لا يتفقد صحة مصدرها ولا يكلف نفسه عناء ذلك.
والجدير بالذكر إن الشائعات تبدأ من
المصدرالذي يكون منشئ الشائعة والمستفيد من ترويجها ثم الرسالة وهى مضمون الشائعة ونوعهاو الطريقة أو القناة أو الوسيلة التي ستروج بها الشائعة (المشافهة، وسائل الإعلام، مواقع التواصل الإجتماعى ). ثم الطرف المستهدف وهو الذى صممت الشائعة لأجله، إما لتحطيم معنوياته، أو التسبب في إحداث ضرر نفسي حاد عليه، أو بغية أهداف أخرى يعلمه المصدر و أخيرا الإرتداد وهو الأثر الناجم بعد تداول الشائعة، ومدى تفاعل الطرف المستهدف معها.
و المؤسف أن الشائعة الساذجة لا يمكن التنبؤ بعواقبها، فربما تحدث رد فعل عكسى فقد تتقابل الشائعة بالرفض التام من قبل الناس، أو يتم تصديقها وتحظى بإنتشار منقطع النظير، بل وتصبح حقيقة لا تقبل النقاش عند العامة.
أما فيما يخص أنواع الشائعات فقد تعددت وتنوعت أنواعها فتارة تكون زاحفة وتارة تكون بطيئة الإنتشار ويتم تناقلها فى الخفاء إلى أن يعرفها الجميع في نهاية المطاف، و أحيانا تروج الشائعة لفترة زمنية معينة ثم تختفى، وتعاود الظهور مرة أخرى إذا ما توافرت الظروف المواتية من جديد، وأحيانا كاسحة تتمثل غالبا فيما يتم ترويجه من قبل العدو من معلومات مضخمة وأخبار ملفقة بهدف تحطيم معنويات الجنود وغالبا تكون أوقات الأزمات و الحروب .
و الشائعة الذكية تقوم على تقديم القليل من السم في كثير من العسل، وعادة ما تكون هذه الشائعات موجهة إلى أجهزة الإستخبارات والحكومات والهيئات عالية المستوى و يمتاز منشئها بالحنكة والخبرة والإلمام بالكثير من التفاصيل الدقيقة.
و هناك ما يسمى بالشائعة العامةوتكون موجهة نحو عامة الجماهير بمختلف طبقاتهم العلمية والإجتماعية، وتُصاغ بطريقة يتم تصديقها من قبل أغلب الناس، والشائعة العامة تحظى في معظم الأحيان بنسبة ضعيفة إلى متوسطة في مدى إنتشارها وفاعليتها، وتأخذ وقتا طويلا حتى يتم تقبّلها من قبل الأفراد، لأنها تمسّ غالبا شخصيات لديها مكانة حساسة -تكون دينية عادة لديها معتقدات و مسلمات راسخة عندهم يصعب إقناعهم بتركها أو تغييرها.
ويجب أن نعترف أن الشائعات خطيرة ومدمرة للأفراد والشعوب.
ولذلك نجد أن العديد من الدول إتخذت إجراءات حاسمة للتصدى للشائعات وتجفيف منابعها ووضع المشرع عقوبات قانونية على مصدر الإشاعات و قانون العقوبات المصرى أيضا تضمن باب عن الجرائم المضرة بأمن الدولة من الداخل كما يشمل أيضاَ بيان كامل عن الشائعات وعن ترويج الشائعات وعن الأضرار التى تصيب المجتمع من وراءها ويوقع عقوبات على مرتكبها ويعاقب بالإعدام كل من إرتكب عمدا فعلا يؤدى إلى المساس بإستقلال البلاد أو وحدتها أو سلامة أراضيها ويعاقب بالسجن إذا ارتكبت الجريمة فى زمن سلم”.
وينص القانون المصرى على معاقبة مروج الشائعات بالغرامة بحد أقصى 200 ألف جنيه، والحبس من 6 أشهر إلى 3 سنوات.