لا تخف يا زكريا لأن طلبتك قد سمعت, وامرأتك أليصابات ستلد لك ابنا وتسميه يوحنا
(لو1:13)
إذ احتفلنا بتذكاره في الثالث عشر من الشهر القبطي هاتور, نذكر اليوم أنه موفد من السماء ليبشر زكريا الكاهن بميلاد يوحنا المعمدان. نعم, هو الثاني في رؤساء الملائكة, هو ملاك البشائر المفرحة, هو الملاك المبشر, جاء حاملا بشارة مفرحة لزكريا الكاهن.. ولكن هذا الكاهن العظيم في خدمته كان مترددا في تصديق هذا الخبر المفرح, ولكن ولأنه ليس شيئ غير ممكن لدي الله, لم يكن زكريا هو الأول في مثل هذه البشارة, نعم, كانت أليصابات عاقرا وكان كلاهما متقدمين في أيامهما (لو1:7).
لكن سبقه في ذلك أبونا إبراهيم الذي كان شيخا مسنا وأعطاه الله نسلا هو إسحق الذي أتي بوعد ولذلك يعرف بابن الموعد. سبقته أيضا حنة زوجة ألقانة التي أعطيت نسلا هو صموئيل النبي.
وإثر هذه اللحظة, لحظة الضعف, وكلنا شركاء في الطبيعة البشرية, صدر قول الملاك له: وها أنت تكون صامتا ولا تقدر أن تتكلم إلي اليوم الذي يكون فيه هذا لأنك لم تصدق كلامي…
ولكن أنا في اعتقادي أن فترة الصمت هذه ليست مجرد عقوبة ولكنها بسماح من الله لتكون فترة تأمل ربما لولاها ما كانت الأنشودة الذهبية التي نطق بها عند تحقيق الوعد بإنجاب يوحنا أعظم مواليد النساء (لو1:67-78).
نحتفل اليوم بتذكار هذه البشارة المجيدة, بشارة الملاك لزكريا في أول آحاد صوم الميلاد المجيد.
e.mail: [email protected]