وأنت أيها الصبي نبي العلي تدعي لأنك تتقدم أمام وجه الرب لتعد طرقه (لو1:76).
احتفلنا بالأمس الموافق السادس والعشرين من الشهر القبطي توت بهذه البشارة, وفي هذا التذكار نجد أنفسنا أمام أسرة صغيرة في تعدادها لكنها عظيمة في أحداثها ولأنها كانت أسرة بارة أمام الرب(لو1:6) استحقت أن يكون ضيف الشرف الملاك جبرائيل ثاني رؤساء الملائكة, وماذا عن أفراد هذه الأسرة؟!! أبونا زكريا الكاهن رأي بعين النبوة ماذا سوف يحدث بعد أجيال كثيرة فهتف قائلا:خلاص من أعدائنا ومن أيدي جميع مبغضينا, أن يعطينا إننا بلا خوف منقذين من أيدي أعدائنا نعبده بقداسة وبر..(لو1:71-75) أليس هذا تأكيد للدعوة الصادقة ها أنا معكم كل الأيام وإلي انقضاء الدهر (مت28:20) تأكيد أيضا لوعده الصادقعلي هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوي عليها(مت16:18) وعلي ذلك فأنا في اعتقادي أن فترة صمته تسعة شهور كانت زاخرة بهذه التأملات التي احتوتها هذه الأنشودة الذهبية وليست فقط عقوبة.
أما أنت يا أمنا البارة أليصابات, كم كانت حرمانك من الإنجاب سببا في مرارة قلبك وعلي الأخص في وقت كان يظن فيه أن هذا عقوبة من الله حتي اعتبرت ذلك نوعا من العار, ولكن الله كيف لا ينظر إلي دمعك ومسكنك!! لقد استجاب لك حتي هتفت بكل الفرحهكذا قد فعل بي الرب في الأيام التي نظر فيها إلي لينزع عاري بين الناس(لو1:25), وأخيرا جاء يوحنا المعمدان ثمرة لهذين البارين, حقا من ثمارهم تعرفونهم. إن سيرته أكبر من أن تتسع لها هذه السطور, فإلي اللقاء في صورة قبطية تالية أيقونة تؤرخ بالقرن 18 بها كتابة توضح سجوده للسيد المسيح, وإن كانت تحمل طرازا أرمينيا متأثرا بفن الباروك.
e.mail:[email protected]