يعتبر دير الأنبا إرميا الذي يقع في منطقة صقارة- بالقرب من الهرم المدرج الذي شيده الملك زوسر- إضافة إلي دير الأنبا أبوللو في باويط التي تبعد عن مدينة أسيوط بحوالي ستين كيلو مترا هما من أهم الأديرة التي أمكن للمجلس الأعلي للآثارهيئة الآثار المصرية سابقا الحصول علي قطع أثرية فريدة وبحالة جيدة, ومنها هذا المنبر موضوع حديثنا وذلك إثر الحفائر التي أجريت بالاشتراك مع بعض البعثات الأجنبية في مطلع القرن العشرين.
يؤرخ هذا المنبر بالقرن السادس/ السابع وهو مأخوذ من الكنيسة الأثرية بالدير, وهو مصنوع من الحجر الجيري ويتكون من ستة درجات سلمية ربما يقصد بها درجات الكهنوت وبذلك يشكل كتلة معمارية متكاملة, ومما يزيده رونقا وجمالا وجود دائرة في أعلي الجوار تحتوي صدفة أو قوقعة يخرج منها صليب, وأنا في اعتقادي أن هذا العنصر الزخرفي يشير إلي خروج الشخص المعمد من جرن المعمودية, كما يحيط بالصليب كتابة من حروف قبطية ترجمتها بسم الآب والابن والروح القدس آمين.
يعتبر هذا المنبر أقدم منبر حجري في العالم ولازال بحالة جيدة في حيازة المجلس الأعلي للآثار مسجلا بسجلاته تحت رقم.7988
جدير بالذكر أن معظم الكنائس الأثرية لا تخلو من هذا العنصر المهم إلا أنها منابر خشبية كتب عنه عالم الآثار الشهير كويبلQuibell وعالم الآثار د. آحمد بدوي في كتاب له بالفرنسية تحت عنوانالفن القبطي, كما نشره أيضا عالم القبطيات المعاصر دكتور جودت جبرة.
e.mail:[email protected]