أنت هي سور خلاصنا يا والدة الإله…أبطلي مشورة المعاندين وحزن عبيدك رديه إلي فرح وحصني مدينتا وعن رؤسائنا حاربي وتشفعي عن سلام العالم….(عن تسبحة نصف الليل بالأجبية)
منذ حلول الروح القدس علي التلاميذ الأطهار في مطلع القرن الأول الميلادي لم يسمع عن ظهورات أو رؤي سماوية مثلما رأينا في هذا الظهور المعجزي والذي كان علي مرأي من الجميع الداني والقاصي, وإن كانت قد سبقت ظهورات فردية تعد علي أصابع اليد مثلما حدث في البرتغال وفي أضيق الحدود, حيث فتاة بسيطة ظهرت لها العذراء بينما كانت تصلي.
ففي الثاني من شهر أبريل لعام 1968 والذي يوافق الرابع والعشرين من الشهر القبطي برمهات وفي حبرية قداسة البابا المعظم الأنبا كيرلس السادس تجلت القديسة مريم العذراء والدة الإله بكل وضوح علي قباب كنيستها المدشنة باسمها في ضاحية الزيتون شمال القاهرة. ومن الممكن القول إن هذا الظهور كان فاتحة لظهورات أخري في عصرنا الحديث, فقد ظهرت في كنيسة مارمرقس الرسول بأسيوط في عام1986, ثم في منطقة بابا دوبلو بحي شبرا, ثم في كنيستها بمنطقة الوراق بمحافظة الجيزة عام2010.
وحينما نحتفل اليوم بهذا التذكار إنما يعنينا أمر هام هو دلالات هذا الظهور!! تري هل قصدت السماء أن يكون هذا الظهور وفي هذا التوقيت تكريما لقداسة البابا العظيم في باباوات الكنيسة المرقسية الأنبا كيرلس السادس الذي شرف بهذا الحدث الفريد في عهده؟!أم كان هذا الظهور رسالة طمأنينة لشعب مصر وطننا الحبيب بعد هزيمة مؤقتة في1967؟!أم كان هذا الظهور لإجراء معجزات الشفاء للمرض من كل الأجناس والأديان وكل الأعمار؟! أم هو حنان الأم وحبها لأبنائها في زمن يندر فيه الحب والحنو, ولذا لايعرفون شمالهم من يمينهم؟!
ولكن مع هذا كله أذكر أنه تدبير إلهي فقدعلت طرقه عن طرقنا وأفكاره عن أفكارنا كعلو السماء عن الأرض, لكل هذه الأسباب كان تجلي السيدة العذراء علي قباب كنيستها الزيتون واستمر هذا الظهور لفترة تقرب من ثلاث سنوات متتالية.